لكل السوريين

تتميز بإطلالتها الخلابة.. بانياس أيقونة الريف الساحلي التراثي!

تقرير/ ا ـ ن

مدينة ساحلية سورية تطل على البحر الأبيض المتوسط وتتبع محافظة طرطوس، وهي المركز الإداري لمنطقة بانياس. وهي تمتاز بتركيبةٍ دينية وطائفية متنوّعة.

يجري عبر المدينة نهر بانياس كما يتدفَّق قربها نهر السن، ويوجد فيها عدد من المواقع الأثرية الهامة، منها قلعة المرقب وبرج الصبي وخان بيت جبور، ويجعل منها ذلك مدينة سياحية هامة، كما حظيت المدينة خلال العقود الأخيرة بأهمية اقتصادية كبيرة، من جهةٍ لموقعها على ساحل البحر المتوسط وأهمية مينائها في استقبال السفن التجارية التي تتوافد إلى المنطقة.

ومن جهةٍ أخرى لبناء عددٍ من المنشآت الصناعية البارزة فيها، أهمُّها على الإطلاق مصفاة النفط الأكبر في سوريا ومحطة لتوليد الكهرباء ، إلا أن المدينة تواجه مشكلةً حادَّة في التلوث المائي والهوائي نتيجةً لعمل هذه المنشآت الصناعية, واكتشفت فيها العدد من الآثار الهامة.

اكتسب موقعها أهمية خلال العصور الوسطى لقربها من قلعة المرقب، إذ دارت في محيطها عدَة معارك بين المسلمين والصليبيين للسيطرة على القلعة التي كانت قد سقطت خلال الحملة الصليبية الأولى، ولم يستعدها المسلمون حتى سنة 1285 م عندما فتحها السلطان قلاوون.

نهر بانياس هو نهر سوري ساحلي قصير يمر بمدينة بانياس الساحلية التابعة ل محافظة طرطوس ثم يصب في البحر الأبيض المتوسط ويغذي هذا النهر نبع يسمى (رأس النبع) في جبال الساحل السوري، وهو نبع غزير تنبع مياهه من عدة مواضع متجاورة في المجرى الأدنى للنهر الذي يشكله ويحمل اسمه أحيانا نهر رأس النبع تتراوح غزارة هذا النهر من 1 م3/ثا إلى 4 م3/ثا ما بين أيام الصيف وذروة الفيضان في أيار تضخ من مياهه 600 م3/سا إلى شبكة مياه موزعة على أحياء المدينة.

وقد كانت مياهه تنساب بين الصخور والبساتين والمنازل فتستخدم في ري الخضار والحمضيات وقصب السكر وأشجار الفاكهة حيث تكسو الخضرة جوانب النبع وضفاف النهر بغزارة، كان دور النهر حيويا في الماضي حيث أدارت مياهه الطواحين وروت البساتين الموجودة على جانبيه منذ العهد الروماني.

اقيمت المقاصف والمقاهي الصيفية على جانبي نهر بانياس وبالقرب من البحر، يوجد جسر قديم أقيم على النهر ليخترق الطريق إلى المقاهي ويسهل وصول الزوار إليها في المدينة، وكذلك أقيم جسر حديث عند مصب النهر في البحر بعد انجاز الكورنيش البحري الجميل في مدينة بانياس, ومن الجهة الشرقية لدوار المحطة المعروف بدوار البلدية، بنحو 300 متر يوجد أقدم جسر مشاة يصل بين ضفتي نهر بانياس، توجد طاحونة رأس النبع.

تقع طاحونة رأس النبع في حارة القلعة إلى جانب موقع نبع رأس النبع, وتقدر المساحة الجغرافية التي توجد فوقها مختلف أقسام هذه الطاحونة بحوالي 500 متر مربع، مياه التشغيل الخاصة بإدارة الفراشات الضخمة للطاحونة تُجر عبر قناة أرضية تسمى بالبغلة، تبدأ من منبع مياه نبع “رأس النبع” كفرع عن النهر، وتستمر بطول حوالي 400 متر وتنتهي ببئري الإسقاط على الفراشات لتبدأ الدوران وتحريك حجارة الرحى الضخمة التي تطحن الحبوب, تقع الطاحونة بين الأبنية القديمة التراثية إلى جانب مركز تحويل كهرباء.