لكل السوريين

حلم تأمين منزل هاجس شباب ريف الرقة

الرقة / صالح اسماعيل  

صعوبات جمّة تعاني منها شريحة الشباب في مناطق ريف الرقة لضعف دخولهم المادية، واضطرارهم لتأسيس بيوتهم المستقبلية، حيث يعتبر الشباب من أكثر المتضررين من الحرب السورية، والتي تزامنت مع مرحلة العطاء التي كانت من المفترض أن يعملوا عليها للوطن ولأنفسهم.

وبعد أن أصبح بناء بيت حلم يساور شريحة الشباب لتأسيس عائلة جديدة، أصبح يصطدم حلمهم هذا بمشاكل وصعوبات جمّة تحول دون تحقيق الحلم المنشود، وبين رؤية مستقبلية قد تدفع بهم للتفكير بخيارات أخرى قد تكون سيئة وغير مدروسة العواقب، أو التخلي عن أحلامهم واصطدامها بواقعهم الذي وصفوه ب ” المزري”.

يعد البيت من أهم الهواجس التي تراود الشباب بعد ارتفاع أسعار العقارات في الرقة وانهيار قيمة الليرة السورية، وتردي المردود المادي المقدم لهم لقاء العمل سواء في الوظيفة أو لقاء عمل المياومة، ولتكوين أسرة جديدة ضمن العائلة التقليدية التي باتت مثقلة بالمشاكل الاقتصادية، والمصاريف الزائدة التي باتت حملاً ثقيلاً على أرباب الأسر بعد مواجهتهم لظروف الأزمة السورية وما خلفتها من أزمات.

يقول الشاب مصطفى الخميس وهو من سكان ريف الرقة الشمالي، أسكن أنا وزوجتي وطفلي في بيت أهلي المؤلف من ثلاثة غرف في منزل ريفي قديم، وبات يضيق بنا سنة بعد أخرى، فيما قرار شراء أرض مخصصة للسكن والبناء أمر غير ممكن في ظل ارتفاع أسعار الأراضي المخصصة للبناء، وخصوصاً في الوضع الراهن الذي بات تأمين لقمة العيش الهاجس الوحيد الذي نسعى لتأمينه.

الأوضاع الاقتصادية الراهنة وقلة الدخل الوارد إليّ كـشاب يجعل خيارات ترجيح بناء بيت أمر غير وارد خلال الفترة الحالية للالتفات حول تأمين المصاريف اليومية للعائلة بحسب ما قال الشاب.

من جانبه لفت الشاب ابراهيم العيسى بأن الخيارات أغُلقت أمامه وحلمه بالزواج أصبح بعيد الأمد، وبات خيار السفر خارج البلاد والبحث عن فرصة عمل قد تساعده لتحقيق حلمه ببناء منزله، ثم الزواج.

وأوعز العيسى بأن العائق الذي يحول دون تحقيق أهدافه في تأمين مسكنه وتأسيس عائلة يعود للأزمة الاقتصادية، التي تعاني منها عموم سوريا ومناطق شمال وشرق سوريا، وعلى وجه الخصوص مواد البناء الأولية التي باتت تباع بقيمة الدولار الأمريكي.

وطالب كل من العيسى والخميس بتقديم الدعم الكافي لفئة الشباب، لتأمين مستقبلهم، واستثمار جهودهم في بناء مجتمع غني بالقدرات الشبابية.