لكل السوريين

الشباب في حلب يدفع الثمن في ظل نقص فرص العمل

تواجه مدينة حلب، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، أزمة بطالة متزايدة تضر بشريحة الشباب بشكل خاص. وبينما تتقاطع أحلام الآلاف من الشبان مع واقع اقتصادي قاس، تستمر البطالة في الارتفاع وسط غياب فرص العمل وتدني الأجور، رغم الوعود الحكومية التي لم تتحقق.

جمال الدين حمدان (27 عاماً) من حي صلاح الدين، حاصل على شهادة في هندسة الميكانيك، يعمل اليوم في ورشة لتصليح السيارات مقابل أجر يومي لا يتجاوز 50 ألف ليرة سورية. يقول حمدان: “درست خمس سنوات في الجامعة واليوم أعمل في مجال لا علاقة له بتخصصي. حتى هذه الفرصة أعتبرها أفضل من لا شيء، لأن الحكومة لم تؤمن لي وظيفة”.

وفي حي الأشرفية، يروي خليل تركو (24 عاماً)، خريج المعهد التقاني لإدارة الأعمال، عن تجربته مع البحث عن وظيفة قائلاً: “قدمت على أكثر من عشرين إعلانًا للعمل، كلها تطلب خبرة أو راتباً لا يكفي لشراء خبز يومي. لا أستطيع أن أبدأ حياة مستقلة أو أفكر بالزواج”.

أما ليث عيسى (29 عاماً) من حي الجميلية، الذي يحمل إجازة في الأدب الإنجليزي، فيعمل نادلاً في مطعم. يوضح: “لم أتمكن من إيجاد أي وظيفة في التعليم الخاص أو العام. حتى العمل الحر لم يعد مجدياً. نحن نعيش على الأمل فقط”.

من جانبه، أكد مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حلب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن هناك أزمة حقيقية في سوق العمل، خصوصاً بين الشباب. وقال: “نقر بوجود مشكلة حقيقية في توفير فرص العمل، وهناك برامج تشغيل مؤقتة وتمويل مشاريع صغيرة، لكن عدد المستفيدين منها لا يزال محدوداً”.

وفيما يتعلق بالأجور، أضاف المسؤول: “الرواتب تحددها سوق العمل والعرض والطلب، ولا يمكننا إجبار القطاع الخاص على زيادات غير مدروسة. نحتاج إلى استثمارات حقيقية لخلق فرص مستدامة”.

لكن الشباب الذين التقيناهم يعتبرون أن هذه التصريحات لا تعدو كونها وعودًا لم تُنفذ، إذ يقول ليث: “نسمع عن دعم المشاريع الصغيرة، لكن القروض تعجيزية، والمتابعة غائبة”.

ومع استمرار معاناة الشباب الحلبي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، تبقى المدينة التي كانت يوماً مركزاً صناعياً وتجارياً، مكاناً يعيش فيه الشباب غربتهم عن وطنهم، في انتظار فرص عمل قد تأتي يوماً.