لكل السوريين

في مخيمات الذل في إدلب.. نازحات يؤكدن “مقدمو المساعدات يبتزوننا بأعراضنا لقاء منحنا سلل إغاثية”

السوري/ إدلب ـ لا قهر يفوق القهر ولا ظلم فاق الظلم الحالي إلا الموت، بهذه الكلمات عبرت نساء مهجرات يقطنن في مخيمات إدلب عن مدى معاناتهن الكبرى فيها.

لا يمكن تجاهل ما تتعرض له المرأة من ظلم وقهر وابتزاز في إدلب، وخاصة تلك النسوة اللائي يقمن في المخيمات، فبالرغم من تحملها وقهرها هناك أنواع كثر من الظلم.

أبرز أنواع الظلم يكمن في الابتزاز والدافع دائما الفقر والاهمال والعوز، فكثير من الحالات التي مررن بها رصدتها صحيفتنا من خلال جولة استطلاعية قام بها مراسلنا في المخيمات، والتي تكررت بها حالات الابتزاز لدى النسوة وخاصة الأرامل والمهجرات.

وتفتقر النساء في مخيمات النزوح لأدنى مقومات الحياة الحرة، فالظروف القاهرة جعلت منهن أجساد دون أرواح، فالحاجة الملحة لاستمرار الحياة بات الشغل الشاغل، حيث أن أغلب النساء هناك لديهن أطفال.

مراسلنا أكد أن أبشع حالة تعرضت لها امرأة في أحد المخيمات في شمال غرب سوريا حدثت عندما قام أحد الموظفين من أعضاء ما تسمى بالمجالس المحلية بابتزاز المرأة، مستغلا السلة الغذائية التي هي بحاجتها لتطعم أطفالها، وأقدمت إحدى الموظفات التابعة للمنظمة بفبركة محادثة وتصويرها لتهدد من خلالها تلك المرأة بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

س م، نازحة من ريف حمص، تقطن في مخيم شمال إدلب، فضلت عدم ذكر اسم المخيم، قالت “طلب مني أحد أعضاء المجالس المحلية أن ينال من شرفي لقاء منحي سلتين غذائيتين، لكنني رفضت، فقام بتهديدي بطردي من المخيم بحجة أنني فاسدة أخلاقيا”.

وأضافت “هناك المئات من الحالات التي تحدث في المخيمات، لكن النساء لا يستطعن ذكرها أمام وسائل الإعلام خشية المحاسبة أو الطرد من المخيم، فتضطر النسوة للتستر عليها حتى لا تخسر السلة الغذائية المقدمة من المنظمة”.

أما أم أحمد وهي نازحة من ريف حماة الشمالي، فلا تقل معاناتها قساوة عن معاناة سابقاتها، فعلى الرغم من أنها لم تذكر أنها تعرضت لابتزاز لا أخلاقي إلا أنها أكدت أن ما تعانيه أنهكها وقتل القوة فيها، فلم تعد ترغب سوى بتواجد الغذاء لأولادها اليتامى.

تقول “نزحت من ريف حماة منذ 3 سنوات، ذقت فيها مرارة العيش بكل أشكاله، فلا اهتمام ولا حماية ولا رعاية، حتى تلك المنظمات التي كانت تدعم مخيمنا رفعت يدها عنا بسبب سياسة السلطات المحلية المتمثلة بهيئة تحرير الشام”.

وتضيف “الحياة باتت صعبة جدا، ولا يمكننا الاستمرار على هذا الوضع، فالأسعار لا تطاق، ولا نملك ثمن ربطة الخبز، ولا يوجد ما نعمل به لتأمين قوت الأطفال، وضعنا بات مخيفا، نخشى من الأيام القادمة، سيما وأن وسائل إعلام تتحدث عن عملية عسكرية جديدة للحكومة السورية في إدلب، وهذا سيزيد الطين بلة”.

إسراء، أيضا، إحدى ضحايا الابتزاز، تحدثت بألم وحسرة عما عانته ولا تزال تعانيه في المخيم، تقول “أنا أم لطفلين، زوجي مفقود منذ قرابة 4 سنوات، جاءت إلينا منظمة تقوم بتوزيع حصص إغاثية، بالمخيم، وعند دخولي للتسجيل، وإذ بأحد أعضاء الفريق يريد رقمي الخاص بحجة أنه يريد إبلاغي بموعد التوزيع”.

وتضيف “أعطيته الرقم، وإذ به يتصل بي في اليوم التالي، وفي ساعة متأخرة من الليل، وكان يريد التحدث معي، وعندما سألته لماذا تتصل في مثل هذا الوقت، فأجابني بنبرة تهديد قال لي فيها إن لم تسمعي كلامي لن تقدم لك مساعدة، قلت له ما كلامك قال أريد النيل من شرفك”.

وتابعت والدمعة تنهمر بغزارة من عينيها “أغلقت الهاتف بوجهه، ومرت فترة قرابة أسبوع، وإذ بالمنظمة تأتي لتوزع المعونات، وأتفاجأ بأنني لم أجد اسمي بين أسماء المستفيدين”.

وفي ختام قصها لمعاناتها، قالت “أنا لست إلا واحدة من آلاف النساء اللاتي يتعرضن للابتزاز لقاء الحصول على المساعدات الغذائية، ولا نستطيع أن نقدم شكوى، لأننا نعلم كل العلم أننا في حال قمنا بذلك فإن القضية ستقلب ضدنا، حيث أن المبتزين هم أعضاء في هيئة تحرير الشام الإرهابية”.