لكل السوريين

تجارة الحليب ومشتقاته في ريف دير الزور الشرقي تتأثر بمجريات الأزمة

السوري/ دير الزور ـ يعد قطاع منتجات الحليب ومشتقاته واحدا من أهم مصادر الرزق الأساسية للأسر الريفية في أرياف دير الزور، ولا سيما مدينة هجين بالريف الشرقي والنواحي التابعة لها، لكن الآن لم تعد كما كانت لعدة أسباب انخفاض عدد المواشي في المنطقة.

منذ فترة ليست ببعيدة كان كل بيت من ريف دير الزور الشرقي يملك عددا من الماشية، سواء الأبقار أو الأغنام أو حتى الماعز، وكانت تحقق هذه الماشية حالة أشبه باكتفاء ذاتي وبأسعار جيدة لدى أهالي المنطقة.

وبعد سيطرة إرهابيو داعش على المنطقة لعدة أعوام اضطر عدد كبير من أصحاب الماشية لبيع مواشيهم والنزوح صوب الداخل السوري أو حتى خارجه.

عقب التحرير على يد قوات سوريا الديمقراطية عاد عدد كبير من الأهالي إلى المنطقة، لكنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن اقتناء ماشية كما كان قبل، ويعود ذلك لارتفاع سعرها بشكل جنوني، فوجدوا أنفسهم مجبرين على شراء الألبان والأجبان بأسعار باهظة.

كل هذه العوامل أدت لظهور تجارة جديدة في دير الزور تسمى تجارة الحليب، فهي باتت تجارة جيدة تدر على ممتهنها أرباحا وفيرة، حتى أصبحت شوارع في أرياف دير الزور الشرقي تكتظ بمحلات بيع الحليب وشراءه.

صحيفتنا التقت مع صاحب محل بيع ألبان وأجبان، يدعى بكر الأسود، الذي شرح لمراسلنا عن سبب إقدامه على امتهان هذه المهنة، وافتتاحه لمحل بيع الحليب ومشتقاته، فقال “بعد عودتي عقب التحرير وجدت أن هذه المهنة لا تحتاج لرأس مال كبير، ولا لخبرة، فاستأجرت محلا، وبدأت العمل بهذا المجال”.

وأضاف “رأس المال ليس كبير، ولا يتعدى الـ 1500 دولار أمريكي، وافتتحت محلي هذا عندما كان الدولار يبلغ 600 ليرة سورية، أما الآن فقد أصبح حلما بعيد المنال ربما لمن يرغب بدخول هذا المشروع التجاري المصغر”.

السبب الرئيسي الذي دفع بكر لافتتاح محل لبيع الحليب ومشتقاته بحسبه، هو أن الحليب ومشتقاته تعد وجبات رئيسية على كل مائدة ليس في أرياف دير الزور فحسب وحتى في المدينة.

الأسود الذي يقطن في هجين شرقي دير الزور، قال “في هجين لوحدها يوجد 12 محلا لتجارة الحليب ومشتقاته، وجميع هذه المحال تجلب الحليب من الأرياف، وسبب ارتفاع سعره يعود لقلة عدد المواشي في المنطقة، سواء الأبقار أو الأغنام أو حتى الماعز”.

وعن المواد التي يبيعها بكر في محله، أوضح أنه ينتج عن الحليب عدة أنواع تعد وجبات أساسية في الموائد الديرية، وهي ’’القريشة، الجبنة، السمن العربي، اللبن’’، وبعض هذه الأصناف تخزن للشتاء.

وعلى الرغم من أنه منتج محلي إلا أن سعر الليتر الواحد من الحليب وصل لـ 300 ليرة بعد أن كان قبل الارتفاع الأخير للدولار أمام الليرة لا يتجاوز الـ 200 ليرة في أفضل الأحوال.

تقرير/ علي الأسود