لكل السوريين

استعدادا لفصل الشتاء.. نساء اللاذقية يبدأن بتجهيز مؤونة الملوخية

اللاذقية/ سلاف العلي

تعتبر صناعة المؤونة فرصة عمل لنساء معيلات في ريف اللاذقية وريف جبلة والقرداحة وريف طرطوس وبانياس وصافيتا والشيخ بدر، يعملن على تجهيز كميات من المواد الغذائية المحفوظة لبيعها بهدف تأمين دخل موسمي يساعدهن في تلبية احتياجات عائلاتهن مع قدوم فصل الشتاء الذي بات يشكل هاجسا لمعظم المقيمين في كل أرياف الساحل السوري، لتكون مؤونة لبعض العائلات التي لا يستطيعون صناعة المؤونة الشتوية، من مربيات ومكدوس والملوخية والمخللات وغيرها، أي تكليف تطوعي بصناعة هكذا منتجات.

وتبقى أفضل من الاقتصادات غير المشروعة، وعمالة الأطفال، وبحسب أرقام الأمم المتحدة، يعاني ما بين 75 و80% من العائلات في سوريا، باستمرار، من فجوة في الدخل والإنفاق لتلبية الاحتياجات الأساسية والأدوية والحاجات الصحية.

وقمنا بزيارة أم مصطفى في ريف القرداحة، وهي معروفة مع بناتها الأربعة وأختين لها، بأنهن يصنعن كتير من مواد المؤونة ويبعنها, من أجل إعالة اسرهم, وجدانهن يعملن بتقطيف الملوخية وهنالك كمية كبيرة يشتغلن عليها.

وقالت أم مصطفى إن زوجها وأخيها يشترون لنا الملوخية في الصباح الباكر من الأراضي المزروعة بالملوخية، أي بدون سماسرة تجار البازار، بينما نتعاون نحن وبناتي وأخواتي على تقطيفها وتجفيفها وتعبئتها في أكياس بلاستيك، ثم بيعها للتجار وأصحاب المحال التجارية، اللي يعرفونا منشتغل بالملوخية، أو نبيع لبعض الأهالي بناء على التوصيات، وكل كيلوغرام من الملوخية المجففة بمبلغ 12الف ليرة سورية.

وتتابع “ويحصلن على أرباح تصل إلى5000 ليرة سورية عن كل كيلوغرام مجفف، يتم تقاسمها بين الأشخاص المتعاونين على إنجاز العمل, ويعتمد المبلغ اليومي الذي يحصلون عليه على مدى سرعتهم بالعمل، ومهارة شراء أنواع الملوخية الجيدة، وتنظيفها من الأعواد وما علق بها من شوائب”.

وتكمل “ورغم رواج المنتجات في الأسواق، فإن عمل تلك النسوة يخضع لعدد من التحديات، وذلك لقلة كمية الإنتاج مقارنة بمنافسة المعامل والمراكز الكبيرة، ما يعني أسعارا مرتفعة وأرباحا قليلة, رغم التعب والإرهاق المصاحب لهذا الشغل ، وقلة المردود، فهو يبقى كما تقول السيدة ام مصطفى أفضل من الحاجة والسؤال, وهي التي بدأت مشروعها بتقطيف الملوخية مع بداية فصل الصيف هذا العام، ولا تنوي التوقف عن عملها حتى قدوم الشتاء”.

تقطيف الملوخية صنعة لا تحتاج إلى خبرات ولا شهادات ولا رأس مال كبير، كما قالت السيدة أم إسكندر: نبيع منتجاتنا من الملوخية المجففة على الطلبيات التي تصلنا من التجار، والنساء ممن يفضلن شراء المؤونة الجاهزة من المنازل، بدل الاعتماد على المواد المعلبة في الأسواق.

السيدة شادية وهي مهندسة في شركة الانشاءات باللاذقية، اخبرتنا إنها تشتري المؤونة المصنعة يدويا كل عام، وتفضلها على الجاهزة المصنعة والمعلبة آليا، لأن دوامها اليومي في الشركة يمنعها من إيجاد الوقت الكافي للقيام بذلك بنفسها، وأن حفظ المؤونة كان وسيلة لتخفيف المصاريف الكثيرة خلال فصل الشتاء الطويل، لكن غلاء أسعارها هذا العام، يمنع البعض من الحصول على كميات تكفي عائلاتهم.