لكل السوريين

بالعمل الزراعي.. فلسطينيات يواجهن أعباء الحياة

“إن الأرض جنة لمن يعرف كيف يعتني بها ويصونها فهي ستقابله بالمثل من سد حاجته وعائلته”، تقول المزارعة إيناس عبد الفتاح.

في فلسطين والتي تعد الزراعة من أهم القطاعات، لجأت العديد من النساء إلى العمل في الزراعة لمواجهة التحديات المعيشية والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعشنها.

تقول المزارعة إيناس عبد الفتاح (41 عاماً) من قرية خربة قيس في محافظة سلفيت “أقضي نهاري بأكمله في الزراعة بجانب البيت وحيث أقوم بزراعة كل ما يسد حاجة بيتي وأطفالي، كالخضروات من قرنبيط وبندورة وخيار وبقدونس ونعنع وجرجير وغيرها، بناء على موسمها”.

وعن الأسباب التي دفعتها للعمل في الزراعة تقول “عائلتي مكونة من 7 أفراد وهو عدد يحتاج لمصاريف كثيرة تحتاج لتعاون كبير، لذا من خلال زراعتي للخضروات أساعد زوجي على توفير دخل إضافي لبناء حياة جيدة لأطفالنا، فمتطلبات الحياة كثيرة… ابنتي طالبة تدرس في الجامعة بينما الآخرون يدرسون في المدرسة، هم يحتاجون إلى مصاريف وعناية حتى لا يشعروا بأنهم أقل عن غيرهم”.

بلغت مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني في منتصف السبعينيات نحو 36%، ثم انخفضت إلى 25% في الثمانينات واستمرت هذه النسبة بالتدني حتى وصلت عام 2018 إلى 3%، وفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني.

بدورها تقول المزارعة عائشة حجاج البالغة من العمر 58 عاماً من قرية فرخة بمحافظة سلفيت “إن الكثير من النساء يعملن في الزراعة سواءً في قطعة أرض بجانب منازلهن أو باستئجار إحدى الأراضي الزراعية في حال لا يملكن أرض، وهي مهنة امتدت منذ القدم ورثناها عن أجدادنا وتمارس لغاية اللحظة بالرغم من أنها قليلة مقارنة بالسنوات السابقة”.

وأضافت “نتيجة للظروف الصعبة كان لابد للنساء من البحث عن حلول لسد حاجة عائلاتهن، وكانت الزراعة الملاذ المتوفر لهذه العائلات، خاصة مع ظهور وانتشار جائحة كورونا وجدنا أن الكثيرين عادوا للعمل في الزراعة نتيجة سوء الوضع الاقتصادي، كون الرواتب لم تصرف وكذلك الكثير من الموظفين فقدوا وظائفهم”.

وبحسب دراسة أجراها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني “ماس” عام 2016، أن 87% من ساعات العمل في الزراعة تقوم بها المرأة، فيما يعادل إنتاجها نحو 70% من الغذاء الذي يستهلكه المجتمع، وقد أكد اتحاد لجان العمل الزراعي خلال ندوة في أواخر عام 2020 تحت عنوان “وصول المرأة لموارد الإنتاج الزراعي”، أن نسبة مشاركة المرأة في العمل الزراعي والتي تقدر بـ 87% لم تتغير منذ عام 2016.

وحول تقسيم المحصول للاستفادة منه تقول عائشة حجاج “لدينا بيت بلاستيكي نقوم بزراعة محصول واحد كل فترة، نقوم بتقسيم المحصول الذي قمنا بزراعته، بحيث نأخذ جزء منه لسد حاجة البيت والعائلة، بينما الجزء الثاني نخصصه للبيع سواءً لمحال الخضروات أو بالبيع المباشر للجيران وأهل القرية ولكن بأسعار مناسبة”.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة مشاركة المرأة بالعمل في قطاع الزراعة تقترب من 50%، فيما لا تزيد نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة عن 20%، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2016.

وكالة أنباء المرأة