لكل السوريين

الشتاء على وشك إغلاق أبوابه.. عائلات سورية لم تحصل على مخصصاتها

تقرير/ بسام الحمد

تنتظر أعداد كبيرة من السوريين في حمص وحماة وسط سوريا بفارغ الصبر الحصول على الكمية المحدودة من المازوت المدعوم لاستخدامه في عمليات التدفئة في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وارتفاع تكاليف التدفئة البديلة سواء كانت على الحطب أو على المازوت الذي يباع في الأسواق السوداء.

كما أن بعض المناطق لا تتيح استخدام التدفئة سوى على مدافئ وشوفاجات المازوت أو الغاز، خصوصاً في قلب المدينتين، إذ يصعب استخدام الحطب أو الجفت وغير ذلك للتدفئة.

ورغم أن فصل الشتاء يقترب من نهايته في سوريا ومع ذلك لم تحصل عشرات آلاف العائلات على حصصهم من مازوت التدفئة، في ظل درجات حرارة متدنية وطقس بارد وظروف اقتصادية من سيء إلى أسوء.

ويبلغ سعر طن الحطب في سوريا ما بين 3.5 إلى 5 ملايين ليرة، وتحتاج أماكن لتخزينها، وهذا أيضاً يصعب الأمر برمته، في الوقت الذي يعد وجود خزانات المازوت فوق الأسطح أمراً أيسر لتخزين وقود التدفئة.

وتقدر كلفة تدفئة الأسرة على الحطب يومياً بقرابة 100 ألف ليرة سورية على أقل تقدير، وهو ما يصل لثلث راتب الموظف الحكومي شهرياً.

وفي 5 شباط الجاري، زادت الحكومة الرواتب والأجور لكل العاملين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين في القطاعين العام والخاص بنسبة 50 بالمئة، بالتزامن مع رفع أسعار الخبز بنسبة 100 في المئة والمحروقات بنسب متفاوتة.

ورفع المرسوم الحد الأدنى لأجور المهن لعمال القطاع الخاص والتعاوني والمشترك ليصبح 278 ألفاً و910 ليرات سورية شهرياً.

وحُرم السوريين من دعم الدولة بما يخص وقود التدفئة ومحروقات النقل والخبز وغير ذلك، بحجة تقديم الدعم للفئات الأضعف، رغم أن الفقر في سوريا تجاوز نسبة 90 بالمئة من إجمالي السكان، وتعيش معظم العائلات السورية على حوالات الأهل والأقارب من اللاجئين والمغتربين في عموم أنحاء العالم وخصوصاً في دول الخليج وأوروبا وأميركا.

ومن المقرر أن تصل رسائل المازوت لجميع العائلات المشمولة بالدعم، ولكن الواقع يقول إن نسبة قليلة جداً من العائلات وصلتها الرسالة، فيما أن عائلات المسؤولين والمدعومين يحصلون على أكثر من 100 لتر المخصصة لكل عائلة في فصل الشتاء.

وتحتاج العائلة السورية التي تشغل مدفأة واحدة فقط بالشتاء بساعات الليل فقط، ما بين 300 إلى 400 ليتر بالحد الأدنى لتنعم بشتاء دافئ نوعاً ما، في الوقت الذي لا يوفر الحكومة سوى 100 ليتر تقدم على مرحلتين، ويقترب فصل الشتاء من النهاية ولم يحصل معظم السكان على أول 50 ليتراً.

ورغم أن الناس لا يشتكون من قلة الليترات المدعومة باعتبار أنها قد توفر عليهم جزءاً ليس قليلاً من المصروفات مع وصول سعر ليتر المازوت الحر لـ 12425 ليرة، وتحتاج العائلة السورية لـ 5 ملايين ليرة سورية بأقل تقدير لشراء 400 ليتر مازوت من أجل الدفء في الشتاء، في ظل انقطاع مستمر بالكهرباء وعدم توفر وسائل تدفئة أخرى.