لكل السوريين

هل تحملُ نتائج تحليل الـ DNA أثر أيقونة تدمر؟!

حمص/ نور الحسين 

لم يكن نصيب سوريا أن تفخر فقط بعظمة حضارتها وتفردها بأوابد وقطع أثرية لا مثيل لها في العالم وبإنجازاتها الحضارية، بل كان لها حظ وفير في أن تتباهى أيضاً بعلمائها وباحثيها العباقرة ولعل أبرزهم، عالم الآثار السوري “خالد الأسعد” أحد أبرز المدافعين عن آثار مدينة تدمر حتى رمقه الأخير.

ومع مرور أعوام على رحيل التدمري العاشق للآثار والتاريخ، لا يزال اسمه حياً في ضمائر الإنسانية حيث يتبارى الفنانون في رسم صورته وتعلن باسمه الجوائز العالمية وتزرع أشجار لتجدد ذكراه.

“الأسعد” الحائز على وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، ولد في مدينة تدمر عام 1934 وحصل في عام 1956 على إجازة بالتاريخ من جامعة دمشق وبعدها على دبلوم بالتربية ثم عُين رئيسا لدائرة الحفريات في المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ عام 1961 وبعدها شغل منصب مدير آثار ومتاحف تدمر وأمين متحفها منذ عام 1963 ولغاية عام 2003، كما شارك بكل أعمال التنقيب والترميم في تدمر بمساعدة بعثات أثرية سورية وبولندية والمانية وفرنسية وأمريكية.

ولم يكن الأسعد مجرد عالم آثار بل كان باحثاً تاريخياً ومكتشفاً حقيقياً للعديد من المنحوتات والمدافن الأثرية المهمة ومنها منحوتة حسناء تدمر التي صنفت وفق المعايير الأثرية العالمية بأنها من أروع المنحوتات إضافة إلى ترجمته للنصوص والمخطوطات الآرامية التدمرية القديمة.

غير أن الإنجاز الأكبر لـ الأسعد هو المشروع الإنمائي التدمري خلال أعوام 1962-1966 حيث اكتشف القسم الأكبر من الشارع الطويل وساحة الصلبة “التترابيل” وقام باستخدام وسائل بدائية وحيوانات جر في رفع الأعمدة المتناثرة بين أركان مدينة تدمر الأثرية لتعود كما كانت منتصبة أيام زنوبيا.

يُذكر أن أعلنت وكالة الإعلام الحكومية السورية منذ أيام، العثورعلى رفات 3 أشخاص في شرقي تدمر، وقالت إنه من المرجح أن يكون بينها رفات عالم الآثار خالد الأسعد الذي أعدمه تنظيم “داعش” في 18 آب 2015، بعد أن رفض ترك مدينته وفضل الموت على يد التنظيم، بدل أن يعطيهم أماكن تواجد المعالم الأثرية.

وأضافت الوكالة أن التأكد من هوية الجثامين بانتظار إجراء تحليل الـ DNA، وأوضحت أن “الجهات المختصة عثرت على الرفات في منطقة كحلون شرقي تدمر بـ 10 كم”.

وتبقى إسهامات “الأسعد” الثقافية مرجعاً لكل الباحثين بالتاريخ من خلال إنجازه لأبحاث ودراسات نُشر معظمها بخمس لغات حية، ومنها “مرحبا بكم في تدمر” و”قصر الحير الشرقي” و”تدمر أثرياً وتاريخيا” و”المنحوتات التدمرية” وغيرها.