لكل السوريين

الأعراف العشائرية.. محكمة تراثية وثقها الزمان عند عشائر دير الزور

دير الزور/ غالب هويدي

لكل قبيلة عرفها وقانونها القبلي، ويختلف العرف من قبيلة إلى أخرى، فهناك قبيلة المشاهدة العربية على سبيل المثال إذا قتل فيها رجل غيلة تكون فديته بأربعة حسب كتاب عشائر العراق للمؤلف عباس العزاوي.

إن العرف واجب وملزم على من يدير شؤون القبيلة للأخذ به، وجعله قانونا بين الأفراد ويتميز العارضة بصفات العدل والصدق والأمانة والتقوى طلق الدنيا وخاف الفتن.

وعشائر وادي الفرات (العكيدات، البكارة، الجبور، المشاهدة، طي) اعتمدوا في التحكيم الاسماء التالية كقضاة الشيخ تركي المنادي، حميدي الهنداوي، صالح المظهور، ابن المصعاوي، وعارف الحميدي.

وأورد المقدم الفرنسي “مولر” في إحدى مؤلفاته أن “العوارف المصادق عليهم منيس السعدي من شمر وابن الطيار من عنزة وابن سويط من الظفير وابن حريميس”.

وترد جميع المشكلات من جنح وجنايات إلى العرف القبلي، فإن حلت عند العارفة انتهى أمرها، وإن لم تحل فتحال إلى عارفة آخر يدعى المشهى، وهو درجة أعلى من العارفة، عندها يجوز للمتظلم أن يلجأ إلى عارفة آخر يدعى المنهى، وهو أعلى درجات القضاء بالأعراف القبلية، ويقابل في القضاء العادي محكمة النقض.

في سياق هذا الموضوع تحدث لصحيفتنا الباحث بأمور العشائر، الأستاذ قاسم العبيد عن حوادث جرت في ديرالزور، وتم حلها عن طريق القضاء العشائري قائلا “اُتهم أحد الأشخاص بقتل ابن خاله أو معرفة القاتل، ووضع المتهم في السجن لمدة عام ونصف، وبالأدلة والوقائع لم يثبت على المتهم أي دليل، فبرأ ثم طولب من ذوي المقتول بإحالة الملف إلى القضاء العشائري، وكان للمتهم محكم ولأصحاب القتيل محكم ومرجح، وبالوقائع والدلائل أصدر المحكمون والمرجح قرارا حسب القاعدة التي تقول (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر)، فحلف المتهم اليمين الشرعي وزكي من قبل اثنين من أهله وهكذا انتهى موضوع الاتهام وتصالح الطرفان”.

ويضيف العبيد “أنواع الجرائم في القضاء العشائري وماهية حلها حيث أن هناك جنح وجنايات أي جرائم كبرى، من الجنح إطلاق الرصاص أو إشهار سلاح، الضرب العادي أو بحجر أو عصا، العداية أو السلب، نتف شعر الشارب أو الذقن، قتل الحيوان بأنواعه ولو كان كلبا ولكل جنحة حل حسب دستور القبائل”.

ومن الجرائم الكبرى أي الجنايات، بحسب العبيد “القتل، السطو والسرقة الموصوفة، عدوانية الأعراض والشرف وربما استعان القضاء المدني بكثير من عوارف القبائل”.

الجدير بالذكر أن هذه الأعراف والقوانين لاتزال سارية المفعول بين كثير من القبائل في مناطق دير الزور.