اليوم الرابع من المواجهة.. إسرائيل وإيران تتبادلان ضربات مركزة على البنى التحتية… وتصعيد بلا سقف يلوح في الأفق
دخل الصراع العسكري المباشر بين إيران وإسرائيل يومه الرابع، وسط تصاعد غير مسبوق في وتيرة الهجمات واتساع رقعتها الجغرافية، ما ينذر بتحول الأزمة إلى مواجهة إقليمية مفتوحة.
فقد شهد يوم الاثنين جولة جديدة من الاستهدافات الجوية والصاروخية المتبادلة، ركّز خلالها الطرفان على إصابة مواقع بنى تحتية حيوية، في تصعيد وصفه مراقبون بـ”الأخطر منذ عقود”.
وبحسب مصادر ميدانية وتقارير رسمية، شنت القوات الإسرائيلية عدة غارات دقيقة استهدفت منشآت عسكرية ومرافق استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية، من بينها محطات اتصالات، ومراكز قيادة، ومخازن أسلحة يُعتقد أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني. في المقابل، ردّت طهران بموجة كثيفة من الصواريخ الباليستية، مؤكدة أن ردّها “لن يعرف سقفًا أو حدودًا” بعد ما اعتبرته “تجاوزًا إسرائيليًا لكل الخطوط الحمراء”.
وأعلنت السلطات الإيرانية أن الضربات التي نُفذت فجر الاثنين جاءت في إطار “الرد المشروع على العدوان الإسرائيلي المتكرر”، مشددة على أن الجولة المقبلة ستكون “أكثر تدميرًا” وستطال أهدافًا “شديدة الحساسية داخل إسرائيل”.
من جهته، توعّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال كلمة متلفزة، بأن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي، مضيفًا: “لا نسعى لحيازة أسلحة نووية، ولكن من حقنا المشروع مواصلة تطوير برامجنا في مجالات الطاقة والأبحاث النووية دون تهديد أو ابتزاز خارجي”.
في الجانب الإسرائيلي، كانت حصيلة القصف الإيراني الأخيرة ثقيلة. فقد أعلنت خدمات الطوارئ أن ما لا يقل عن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب نحو مئة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إثر سقوط صواريخ على مناطق سكنية وأخرى صناعية في جنوب ووسط البلاد. وتم تفعيل نظام القبة الحديدية في معظم المناطق، لكن كثافة القصف أدت إلى اختراقات في الدفاعات الجوية.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة النزاع ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى، لا سيما بعد ورود أنباء عن تحركات عسكرية غير مسبوقة قرب الحدود اللبنانية والسورية، بالتزامن مع حالة استنفار قصوى في قواعد أمريكية وبريطانية في المنطقة.
ومع استمرار التصعيد على الأرض، يزداد الغموض حول المسار الذي قد تتخذه الأحداث، خاصة مع غياب بوادر تهدئة أو وساطات واضحة حتى الآن، بينما يترقب العالم تطورات الساعات المقبلة التي قد تكون حاسمة في تحديد مصير الأزمة.