اللاذقية/ سلاف العلي
ستبقى اللحوم الحمراء في اللاذقية مادة ترفيهية وللرفاهية وخارج حسابات إمكانيات أصحاب الدخل المحدود، الذين باتوا يكتفون بشراء كميات قليلة لتدبر طبخة لا يمكن إعدادها من دون لحم، في ظل توجه الكثير إلى الخضار مجبرين بفعل غلاء اللحوم.
وفي استطلاع اجرته مراسلة صحيفة السوري مع عدد من اهالي مدينة اللاذقية وبعض الجزارين، الذين أكدوا لنا بأن رفاهية اللحوم الحمراء اصبحت شبه المستحيلة لذوي الدخل المحدود، حيث عادل سعر كيلو اللحمة الحمراء راتب الموظف في المؤسسات الحكومية.
السيدة نسرين خضور عبرت لنا عن قصتها مع اللحمة الحمراء بالقول: ان كيلو لحمة الغنم يصل أحيانا إلى سعر مئة ألف ليرة باللاذقية “من وين بدنا نجيب مصاري نشتريه”، لم يعد بإمكاننا شراء لحم الغنم أو العجل، وتضيف: معظم الطبخات لم أعد أضيف لها اللحم، لكن هناك أكلات تستوجب وجود اللحم كحشوة الكبة أو المحاشي، لذلك أشتري حاجتي بالأوقية وأحيانا نصف أوقية.
وأكملت، بعد ان اصبح كيلو اللحمة النية يعادل راتب الموظف لدى مؤسسات الحكومة السورية اصبح الماجي البديل الأساسي عن اللحوم.
السيدة بسيمة خليل اشتكت من عدم وجود تسعيرة تموينية محددة للحوم الحمراء في مدينة اللاذقية، فكل محل يبيع على مزاجه وكيفه، والحجة جاهزة لدى اللحام وهي أجور النقل وارتفاع سعر الذبيحة من أرضها، وغيرها.
اللحام ماهر شعبان اشتكى لنا وقال: السبب وراء ارتفاع سعر اللحوم في المحافظة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، وتراجع الثروة الحيوانية بفعل عزوف الكثير من المربين عن تربية الماشية نتيجة ارتفاع سعر العلف، إضافة الى عدم وجود سوق للأغنام في اللاذقية واعتماد اللحامين في المحافظة على شراء الذبائح من محافظة حماة، ما يزيد التكاليف المترتبة على اللحامين فيما يتعلق بأجور النقل وارتفاعها، فنقل كل رأس ماشية من حماة إلى اللاذقية تتراوح تكلفته ما بين 60 الى 70ألف ليرة، مع الاخذ بعين الاعتبار إمكانية نفوق أحد رؤوس الماشية أثناء عملية النقل التي تستغرق 3 ساعات.
وتابع؛ بالرغم من ارتفاع أسعار اللحوم فإن الإقبال على شرائها خلال العام الحالي أسوأ من الأعوام السابقة، وأن سعر كيلو لحم الغنم وفق أسعار السوق الرائجة يتراوح بين 85 – 95 ألف ليرة سوريّة، في حين يباع كيلو لحم العجل بين 70 الى 80 ألف ليرة، واكد لنا أن معدل المبيع اليومي من اللحوم الحمراء في كل المحافظة يتراوح بين 3-.5 طن يوميا بشكل وسطي موزعة بين لحم غنم ولحم العجل، مع العلم أن عدد اللحامين في الجمعية حاليا 165 لحاما.
ومن الآساب الأخرى وراء ارتفاع أسعار اللحوم، ارتفاع أسعار الأعلاف، والذي لن يشجع على تربية الماشية مجددا، وربما كان سينعكس ايجابا على توافر الثروة الحيوانية باللاذقية الذي من الممكن ان يؤدي بالمحصلة إلى زيادة العرض وبالتالي انخفاض أسعار اللحوم. كذلك ان ارتفاع ضريبة المالية على محال بيع اللحوم، مما يزيد من ارتفاع التكاليف المترتبة على اللحامين مضافا اليها ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء الضرورية لتشغيل البرادات لحفظ اللحوم.