لكل السوريين

“فطور الجمعة ” لا يتخلى عنه السويون رغم الضائقة الاقتصادية

حلب/ خالد الحسين

أزمة سياسية واقتصادية ومعيشية يعاني منها معظم السوريين، ولكن هنالك طقوس يعتبرها السوريين من الأولويات ولا يمكن الاستغناء عنها الجميع يتحدث عن تكلفة وجبة الغداء، في الوقت الذي لا يتغافلون فيه عن وجبة الفطور خاصة تلك المميزة التي تعتبر من طقوس يوم الجمعة، والتي تشمل (الفلافل والمسبحة والفول أو التسقية).

وباتت “أم حسن”، كما عرفت عن نفسها، لا تصدق الأسعار التي وصلت إليها تلك الوجبات خاصة في ظل “الغلاء الفاحش” في أسعار المواد الغذائية، في ظل “الرواتب الحكومية التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.

وبلهجتها العامية، تقول: “راتبي أنا وزوجي ما بكفينا لنص الشهر والأطفال بدن مصروف وطلباتن كثار وأصبحنا نستغني عن إعطاءهم المصروف للمدرسة لنوفر حق الأكلة”.

ولدى السيدة، خمسة أطفال، “أقل وجبة طعام تكلفني ٧٠ ألف ليرة وأكثر، فأسعار الرز اليوم ٢٠ ألف الكيلو والعادي ١٣ ألف، والخضار كذلك الأمر كيلو البندورة أربعة آلاف، والبعض عم يبيعه بخمسة”.

وباتت “أم حسن”، كغيرها من سكان حلب، تستعيض عن اللحمة بـ”الماجي” (مسحوق مرقة الدجاج)، “وإذا حبينا نشتري وشتهينا منشتري وقية كنكهة للأكلة”.

وعن فطور يوم الجمعة الذي كان يعتبر من طقوس ذلك اليوم، تقول: “أصبح من المنسيات لدينا التسقية عم تكلف اليوم ٢٠ ألف وفلافل ومسبحة ل٧ أشخاص بتكلف 10 آلاف، وهل المبلغ بنوفره لوجبة الغداء”.

وبتذمر، يقول محمد نور العلي، اسم مستعار لأحد سكان حلب، أن الوضع يسير من سيء إلى أسوء، “فوجبة الغداء عم تكلف 80 إلى 100 ألف ليرة وأكثر، بحسب عدد أفراد العائلة”.

ويعمل “العلي”، في مهنتين لكي يستطيع تأمين طلبات المنزل، “وهل العملين ما عم إقدر وفر طلبات الأولاد يلي ما بتخلص”.

ويقول : “كيلو اللحمة اليوم بـ٦٠ ألف وأسعار الخضار، المتوفرة من خيرات وأراضي بلادي، ما بتتصدق، ما حكينا عن الرز والبرغل وتوابعن”.

حتى دعوة أشخاص لعزيمة على الغداء، صارت من الكبائر لدى السوريين،  “إذا حبيت تعزم حدا بدك تحط ببالك بكلفك الغداء ٤٠٠ و٥٠٠ ألف، وإذا اقتصدت راح تكلفك ٣٠٠ ألف”.

ورغم عدم استطاعته الاستغناء عن طقوس يوم الجمعة التي تربى عليها، “إلا أنه في بعض الأحيان منتجاوزها لأنو بتكلف ٢٠ لـ٣٠ ألف ليرة هي بس للفطور”، بحسب قوله.

ويرى محمود رحال، اسم مستعار لصاحب محل لبيع اللحوم، أن الأسعار مرتفعة جداً مقارنة بالراتب الذي يتقاضاه الموظف، وتشكل طبقة الموظفين النسبة الأقل في شراء اللحوم”.

وتبدأ أسعار اللحوم من ٥٥ ألف ليرة للكيلو إلى ٩٠ ألفاً، “في أشخاص عم تاخذ وقية بس تنكيه للأكلة، وهدول أكتر شي عم شوفن، وفي ناس بتقلك فيك توزن بـ٥٠٠٠. وضع البلد سيء للأسف والعالم بدها تاكل. فينا نعيش بلا شي بس بلا أكل صعب”.

ويتحدث سالم الحمد وهو اسم مستعار لصاحب محل فلافل وتسقية، في سوق باب الجابية، عن الأسعار، “صار قرص الفلافل اليوم ٢٥٠ ليرة و٣٠٠، وصحن التسقية الصغير بكلف ١٨٠٠٠”.

ويقول: “أصبح الإقبال يوم الجمعة على تلك الأكلات يقل شيئا فشيئاً، رغم أنها من العادات والطقوس في ذلك اليوم، أو اخذ نسبة قليلة بسبب ما يشتهيه الأطفال، وأصبح القلة يطلبون سندويش الفلافل بالسياحي، الجميع عم يطلب بالخبز العادي كرمال يشبع من السندويشة وهي أقل ثمناً”.