لكل السوريين

لماذا يضع الطفل أي شيء في فمه.. ظاهرة طبيعية أم أن هنالك شيء آخر؟؟!

يستغرب الكثيرون من ظاهرة وضع الأطفال أي شيء يجدونه أمامهم داخل أفواههم دون الشعور بما قد يلحقهم من تناول هذه الأشياء؛ وهي تعد ظاهرة سيئة لدى الكثير؛ لما قد تتسبب في أمراض عديدة نظراً لنوعية الأشياء التي يستخدمونها دون الشعور بها، سواءً كانت طرية أم حادة.

يبقى الطفل ما دون السبعة أشهر تقريبًا فاقداً حاسة اللمس، وليس باستطاعته تحريك يديه أو أصابعه بالمسار الصحيح تجاه الأشياء التي تحيط به، ولا يملك قدرة الخبط أو النخر بأصابعه حتى هذا العمر بالتالي فإنه يستطيع التحكم بشفتيه، ولسانه فقط من جسمه.

لذا فإن المخرج الوحيد لدى الطفل لتمييز الأشياء، والإحساس بها هو وضعها في فمه ومضغها كما يحلو له، لكون الفم يحتوي على النهايات العصبية في كل ميلمتر مربع، أكثر من أي جزء آخر في جسمه، فلو أراد معرفة كيف تكون الأشياء، وكيف يشعر بها فسيضعها في فمه.

الكثير منا لا يحب هذه الظاهرة لكونها تعد الأكثر ضررًا بالأطفال، وما قد ينتج من وضع هذه الأشياء في الفم، وفي حال قام الطفل بوضع شيء ما في فمه؛ علينا أن نحاول إبعاده عنه والتأكد من أنه لن يستطيع الوصول إليه مرة أخرة؛ لأنه سيحاول إعادة الكّرة مرة ثانية.

ففي كل عام تنتج المئات من الحالات حول العالم؛ والتي قد تودي بحياة الطفل حيال هذه الظاهرة، فكل ما علينا فعله هو إبعاد أي شيء سام أو حاد عن متناول الأطفال، والتأكد من أنه لا يستطيع دفعها داخل حلقه أو في عينه عن طريق الخطأ.

إلا أن الخطر الذي يحيط بالطفل لا ينتهي بعد أن يجتاز العمر الذي ذكرناه أنفاَ؛ بل أن الأمر قد يزداد سوءاً، عندما يتمكن الطفل من التنقل بمفرده داخل المنزل؛ هنا علينا الانتباه من الألعاب التي يلعب بها خاصة إذا كان لديه إخوة أو أخوات أكبر منه سناً، فهنالك العديد من ألعاب الأطفال الأكبر سناً عادة تحتوي على أجزاء صغيرة، قادرة على أن تخنق الطفل إذا قام بوضعها في فمه.

على الأرجح يستمر الطفل بوضع الأشياء في فمه خلال مرحلة طويلة، وقد تستمر حتى عامه الثاني، مع ذلك من عمر تسعة إلى عشرة أشهر سيبدأ باستخدام يديه أكثر بحلول الشهر الثاني عشر كما يزداد اهتمامه بما يمكن أن تقوم به ألعابه، فيما أن هذه الظاهرة ستبقى ملازمة الطفل حتى بلوغ سن الثلاثة؛ وعندها يتوقف غالبيتهم.

يتعرض الأطفال لكم هائل من الانزعاج في توقيت ظهور السن الأول في لثتهم؛ مما يدفعهم لوضع أي شيء قريب منهم في أفواههم يرافقه سيل اللعاب، والشعور بالغضب، والتأفف، لما تحمله عملية ظهور الأسنان من ألم وقد تتسبب في ضعف في الجسم في أغلب الأحيان، وهنا علينا أن نحاول تخفيف الضغط على الطفل من خلال إعطائه حلقة التسنين المخصصة له بعد تبريدها في الثلاجة لتشعره ببعض من الراحة.

في هذا العمر المحدد لدى الطفل علينا أن نكون أكثر حذراً، وإبعاد أي شيء عن متناول أياديهم، ويستحسن وضعها في خزانة محكمة، وإبعاد أي شيء قد يتسبب بأذى لطفل بما في هذا “مواد التنظيف والنباتات في المنزل والحرص من تساقط أي أوراق سامة”.

وفي الختام؛ إن الأطفال يحبون أن يضيفوا إلى مخزون معرفتهم عن الطعام الذي يتناولونه والسوائل التي يشربونها عبر استكشافها باليدين أيضاً، ومن هذا فإننا لا نستطيع حرمانه من حق التعلم والمعرفة؛ ولكن علينا أن نكون أكثر حذرًا خلال التعامل مع الأطفال. قد تكون الوقاية صعبة إلى حد ما لفترة من الوقت.!

إعداد/ فهد الخلف