لكل السوريين

سوق المستعمل في طرطوس، معيار للفقر وضعف في القدرة الشرائية

تقرير/ أ ـ ن

تزدحم بشكل كبير سوق الأدوات المستعملة في طرطوس، فالسوق يمتلئ بالسيدات والرجال، وقد ازدادت بشكل ملفت الأماكن والبسطات والمحال التجارية التي تروج وتتاجر بالقطع المستعملة في أسواق المستعمل بطرطوس، والتي يتوفر فيها كل ما يمكن ان يحتاجه الإنسان من زجاج وأثاث وخردوات وقطع، يرغب أشخاص في بيعها بغية التجديد أو التبديل بالأفضل لتكون سلعة جيدة لراغبها او الحاجة للنقود لأمر ما صحي أو سفر أو غيره، وهذا كله يتم في ظل مناخ يسود فيه الفقر الشديد وضعف القدرة الشرائية للمواطن، وفي ظل الغلاء المستعر الذي أصاب كل شيئ وامها الأدوات المنزلية والكهربائية الجديدة ويمكن أن تتاح قطعة اشبه ما تكون بقطعة جديدة لكن الحاجة دفعت صاحبها للبيع.

السيد أبو رامي وهو من أهالي صافيتا يتردد على السوق بشكل يومي تقريبا قال: إن الأدوات المستعملة التي تباع، سواء عن طريق الإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي أو في محال المستعمل، لا تقل جودة عن الأدوات الجديدة في السوق، وانه في كثير من الأحيان يجد ما يبحث عنه، فهناك كما يسمى بالعامية (قطع تكون لقطة) جديدة وتتميز بجودة عالية وسعر أقل من الجديد، وأنه اشترى الكثير من غرف النوم وغرف الضيوف بأسعار مقبولة وجودة عالية، بالإضافة إلى عدة غسالات وطاولات سفرة عادية وطربيزات.

السيدة تغريد مدرسة مادة الفلسفة للثانوية قالت: أن البضائع المستعملة هي بضائع مجهولة المصدر لكونها لم تتم بين البائع الأول والمشتري الذي سيستهلك المادة، فقد تكون مسروقة أو غير مضمونة من الناحية الفنية، إضافة الى أنها لا تكون مرفقة بفاتورة أو ببيان يوضح للمواطن سعرها الحقيقي ومصدرها، ويشار إلى أن هنالك الكثير من المواطنين، تعرضوا لحالات غش ونصب، ولا يمكن تطبيق الرقابة على هذه الأسواق، لأن أغلبية البائعين يستخدمون مع المستهلك مصطلح البضاعة التي تباع لا ترد، ويمكن اليوم هنا وغدا الله يعلم، إضافة إلى أن عملية البيع تمت بالرضا بين الطرفين، ومن الضروري الانتباه على أنه عندما يتم التوجه نحو شراء البضائع المستعملة لأسباب عديدة يؤدي بطبيعة الحال إلى كساد البضائع الجديدة وعدم إيجاد سوق لها، وهذه الحالة تضر بالاقتصاد بشكل كبير.

السيد المحامي عمر قال بشكل واضح: إن انتعاش أسواق البضائع المستعملة بطرطوس يشير إلى حالة فقر شديدة يعاني منها المواطن السوري بطرطوس وريفها، إذ إن الكثير من الناس أصبحوا غير قادرين على شراء الأجهزة والمواد الجديدة نظرا لارتفاع أسعارها، يلجأ المستهلك للبحث عن أغراض مستعملة بنصف عمر وبسعر أقل نظراً لانخفاض دخله وقدرته الشرائية، ومع ذلك يعجز الكثير من المواطنين عن الشراء من هذه البضائع المستعملة لأنها لا تزال تفوق إمكانياتهم المادية، أن أسواق المستعمل بطرطوس تحتوي على مواد مستعملة ولكنها مستهلكة بشكل كبير فإذا لم تنعدم الحالة الفنية للقطعة بنسبة 90 بالمئة لا يتم بيعها، سوق المستعمل بطرطوس هو سوق منظم بطريقة عفوية، وذلك حسب ترتيب واختيار أصحاب الخيام والمحلات، يرتاده العديد من المتسوقين، يتخصص في بعض أجزائه ببعض البضائع وبعض المجالات، حيث أنه هناك سوق منفصل يتخصص بالطيور المنزلية وبعض الحيوانات الأليفة، هناك مكان يتجمع فيه بائعو الطيور والحمام وهناك أيضاً منطقة مختصة بالأدوات المنزلية والمفروشات وآخر للثياب وآخر للمستعمل منها وللجديد، أهمية السوق تكمن بحيادتيه الاقتصادية والجغرافية وحتى الزمنية عن أسواق المدينة الأخرى بالإضافة إلى توضعه ومساحته وطوله، فهو يعتبر من ازحم أسواق المدينة، تزداد الحركة فيه في فترات الأعياد والمواسم وبدء أوقات المدارس.

السيد رياض وهو بائع أدوات منزلية مستعملة بمدينة طرطوس، أكد أنه يوجد لديه قطع متنوعة (غسالات، برادات، أفران غاز، أثاث متنوع، جميع أنواع الأواني الزجاجية) وهي تنافس الأدوات الجديدة، وهناك أدوات قديمة بحاجة لإصلاح بسيط لتصبح جديدة، وبعضها نصلحها لتصبح جديدة ثم نبيعها بسعر أعلى،  لكن لن تصل الى أسعار الأدوات الجديدة، وما يتم عرضه في محال المستعمل لا يقل جودة عن السوق، إذ توجد خيارات واسعة وإقبال من قبل الأشخاص المقبلين على الزواج في ظل غلاء الأثاث الجديد، وأضاف: هنا الكل يجد ضالته، فمن يرغب بالجودة والمتانة من حيث نوع الخشب سيجد طلبه، ومن يرغب بقطع خفيفة وبسعر رخيص يجد طلبه أيضا، ومن الممكن أن يكون هنالك بعض الأخطاء من مثل بيع أدوات كهربائية غير صالحة للاستخدام، إذ إن سوق المستعمل ليست لها تسعيرة محددة، وإنما يتم تحديد السعر بالاتفاق بين البائع والمشتري.