لكل السوريين

في شمال غرب البلاد المواطن.. يموت جوعا وحكومة الإنقاذ تعتني (بالدوارات والمولات)

إدلب/ عباس إدلبي

في فترة، تشهد مدينة إدلب، إما افتتاح أوتوستراد، أو مول تجاري فاخر أو تشييد دوار على الطرقات، لكن موضوع تأمين فرص عمل لرب أسرة أو دعم مادة ما من المواد الضرورية الأساسية في طي النسيان.

هذه الأمور، جعلت من موضوع الحصول على فرصة عمل في إدلب، شمال غربي البلاد، الخاضعة لسيطرة مرتزقة هيئة تحرير الشام الإرهابية، أمرا أشبه بالمستحيل.

أوضاع كارثية تشهدها شمال غربي سوريا، حيث الجوع والفقر والتسول يسود الشوارع بشكل عام، وأفق الحلول معدومة، وارتفاع الأسعار كارثي، والتعامل بالليرة التركية أثقل الطين بلّة.

أبو أحمد، مهجر منذ حوالي أربع سنوات من ريف حماة، يعيش أوضاع معيشية صعبة، فهو معيل لثمانية أطفال يجوب شوارع إدلب بحثا عن عمل، التقى به مراسلنا في أحد شوارع إدلب، يبحث عن عمل يقيه وأولاده شبه الموت جوعا.

ويقول الخمسيني المهجر، إنه “يفكر بالانتحار بسبب فشله بإعالة أطفاله، حيث إنه يمضي معظم أيامه بدون خبز، وإنه يشتكي ألما في ظهره، ومع ذلك لا يتوان عن البحث عن عمل”.

يعيش أبو أحمد في خيمة على أطراف المدينة، يجول صباحا على تلك الدوارات بحثا عن علبة مندرين فارغة أو قطعة بلاستك ليبيعها ويؤمن ثمن ربطة الخبز.

ومن خلال جولة لصحيفتنا في شوارع إدلب إذ لا حياة فيها، مع الفقر والبرد الذي يقض مضاجع الأطفال، في بيوت معظمها قيد التجهيز بدون نوافذ أو أبواب.

وأثناء جولة مراسلنا صادف امرأة، أربعينية في عمرها، تبيع علب المحارم على مشارف الطرقات، والتقى بها مراسلنا، الذي أطلعته على الواقع المعاش.

وقالت أم بلال، “إنها تعاني بشكل كبير من موضوع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، فلا يوجد لديها معيل في المنزل، وتضطر هي بنفسها للعمل على مشارف الطرقات لتأمين طعام أطفالها”.

وتشير إلى أن دخلها اليومي لا يتعدى الدولار يوميا، وهو ثمن الخبز فقط، وقد ذكرت أن زوجها معتقل منذ عام 2013، اعتقلته القوات الأمنية التابعة للحكومة السورية، وإنها تعيش مع أطفالها الخمسة في منزل قيد الإنشاء وسط المدينة.

من يراقب من بعيد يرى تلك الحركة العمرانية فيعتقد للوهلة الأولى أن شمال غرب البلاد يمر بأحسن أحواله، ولا يدري أن تلك الحركة العمرانية لطبقة بنت ثروتها على فتات الشعب المسكين المهجر من أرضه، تاركا أملاكه وأن أصحاب تلك المولات ما هم إلا تجار حروب وأمراء، نهبوا ثروات البلد باسم الثورة، ولا يعرفون كيف يعيش باقي الشعب من فقر وجوع، وخاصا في ظل ارتفاع الأسعار وصعوبة الحياة.

وتشهد مدينة إدلب، وعموم المناطق المحتلة في شمال غربي سوريا، حالة من الجوع والفقر، نتيجة فرض التنظيمات الإرهابية المرتزقة على المواطنين التعامل بالليرة التركية، التي تأثرت بشكل كبير، بسبب السياسات الخاطئة التي ترتكبها حكومة العدالة والتنمية.