لكل السوريين

فراغ رئاسي طويل في لبنان.. واحتمال انفجار اجتماعي جديد

أخفق نواب البرلمان اللبناني في محاولته الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية الشهر الماضي.

وأظهرت نتائج فرز الأصوات حصول المرشح ميشال معوض على 44 صوتاً، بينما صوت 47 نائباً بأوراق بيضاء.

وحدد رئيس مجلس النواب اللبناني يوم غد موعداً للجلسة السادسة لانتخاب رئيس الجمهورية.

وكانت محاولات نبيه بري لإجراء حوار برلماني واسع للوصول إلى رئيس جمهورية توافقي، قد سقطت بعد اعتراض كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عليها.

وقال بري “لو اجتمع البرلمان عشرات المرات، فسنبقى في الدوامة ذاتها، ولن ينتخب رئيساً، لأن التوافق السياسي أساس لوصول أي مرشح لسدّة الرئاسة”.

ويرى متابعون للشأن اللبناني أن فترة الفراغ الرئاسي ستكون طويلة بسبب غياب التوافق السياسي في لبنان، وعدم وجود اتفاق دولي على تسهيل عملية انتخاب رئيس لبناني جديد.

ويتخوفون من حدوث انفجار اجتماعي جديد في البلاد، في ظل انعكاس حالة الفراغ الرئاسي على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتدهور قيمة الليرة اللبنانية.

الفراغ مرشح للاستمرار

قال خبير انتخابي لبناني ومدير شركة متخصصة باستطلاعات الرأي “حتى الآن لا توجد أية مؤشرات على أنه سيكون هناك رئيس للبنان قريبا”.

ولفت إلى المواقف المتضاربة من انتخاب الرئيس، وعدم وجود نية لاتفاق الأطراف عليه.

وقال “من الواضح أنه لا يوجد اتفاق بين الكتل النيابية على انتخاب رئيس، وهنا تكمن المشكلة، المواقف متضاربة ومتعارضة”.

ومع أن استطلاعات الرأي في لبنان تشير إلى أن سليمان فرجية أوفر حظاً بالفوز برئاسة الجمهورية، إلّا أن هذه الاستطلاعات تعبر عن رغبة الناس، ولا تعبر عن رغبة الكتل السياسية اللبنانية، أو أمراء الطوائف المتحكمين بالحياة السياسية في لبنان.

كما أن اختيار فرنجية أو غيره، لمنصب الرئاسة يعتمد على الاتفاقات السياسية، وعلى إعطائه الغطاء المسيحي، وعلى اتفاق الأطراف عليه، وهذا الاتفاق غير ممكن في ظل التجاذبات السياسية بين الكتل البرلمانية، وعدم وجود اتفاق دولي حتى الآن، على انتخاب الرئيس، أو اتفاق على اسمه.

لبنان يتألم

نقلت وسائل إعلام لبنانية عن رئيس المجلس النيابي قوله خلال لقائه مع نقابة الصحافة اللبنانية “إن ثمانين بالمئة من الشعب اللبناني باتوا تحت خط الفقر ناهيك عن أزمة الكهرباء التي صرفنا عليها عشرات المليارات، والحوار مع صندوق النقد، وكل ذلك يجب أن يؤدي للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية”.

وأشار بري إلى أن لبنان قد يستطيع أن يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك، ولا يمكن أن يتحمل اللبنانيون المزيد من التدهور.

ومن جانبه، أشار بابا الفاتيكان إلى أن “لبنان يسبب له الألم”، ودعا الجميع إلى مساعدته، وقال في حديث مع متلفز إن “لبنان ليس بلداً، لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حاليا”، وأضاف “لا أريد أن أقول أنقذوا لبنان بل أقول ساندوا وساعدوا لبنان على وقف انهياره”.

ودعا البابا فرنسيس السياسيين اللبنانيين إلى تنحية مصالحهم الشخصية، والالتفات إلى البلد والتوصل إلى اتفاق لانتخاب رئيس جديد، وإخراج لبنان من محنته.

يذكر أن مجلس النواب اللبناني أخفق في انتخاب الرئيس في جلسة التاسع والعشرين من شهر أيلول، بعد تعذر حصول أي مرشح على نسبة الثلثين من أصوات أعضاء المجلس البالغ عددهم 120 نائباً.

وفشل في جلسة الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول في انتخاب رئيس للجمهورية، إذ صوّت 50 نائباً بورقة بيضاء، مقابل 39 للمرشح ميشال معوض.

كما فشل في جلسة العشرين من شهر تشرين الثاني أيضاً في انتخاب الرئيس، إذ صوّت 55 نائباً بورقة بيضاء، مقابل 44 لصالح معوض، فيما اختار 17 نائباً أن يصوّتوا بورقة كتب عليها “لبنان الجديد”.