لكل السوريين

بخلاف الشعارات الإسلامية التي تتبناها تركيا.. “وزارة التربية التركية” توزع كتابًا في المناطق المحتلة فيه صور مسيئة لـ “الرسول”

تداول ناشطون وصفحات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لصفحات من كتاب مدرسي للصف الأول بعنوان “السيرة النبوية”، قيل إنها وزعت في مناطق ريف حلب، الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته من الجيش الوطني.

وتظهر الصور مواضيع زواج الرسول ومرضعته وابنته فاطمة، مرفقة برسومات تشرح المعلومات المدرجة في هذه المواضيع.

وتوضح الصفحات الأولى من الكتاب أنه طُبع للطلاب السوريين من قبل وزارة التربية والتعليم التركية للعام الدارسي 2021-2022.

وأثارت هذه الصور استياء وغضب ناشطين ومدنيين في شمال غربي سوريا، التي تحتلها تركيا ومرتزقة الجيش الوطني، اعتبروها أنها صورة مسيئة للنبي.

الكتاب الذي يحمل اسم ”السيرة النبوية” لتعليم الأطفال في مناطق الشمال، مصدره وزارة التعليم التركية، حيث يسيطر الجيش التركي والفصائل الإرهابية المرتزقة والمأمورة بإمرته ويفرضون مناهج خاصة. وحسب البيانات فان وزارة التربية التركية كلفت إحدى دور النشر بطباعة الكتاب.

وأعلن مكتب ولاية غازي عينتاب التركية، في بيان، وجود مواضيع مرفوضة من ناحية التربية الدينية في محتوى كتاب تعليم ديني موزع ومطبوع من قبل دار نشر ممولة من وقف عامل بمنطقة العمليات في سوريا.

وقال البيان إن ولاية غازي عينتاب ستحقق بالأمر بشكل دقيق، على الرغم من اعتذار دار النشر وتقديمها توضيحًا بذلك على أنه تم بطريقة الخطأ غير المقصود.

واستنكرت وزارة الأوقاف السورية وجود هكذا محتوى مسيء للنبي في مناهج للتدريس، وقالت في بيان إن “بعض المواقع تداولت صورا من كتاب مدرسي أصدرته وزارة التعليم التركية للصف الأول الابتدائي وهو كتاب في السيرة النبوية يحوي رسوما وصورا مسيئة لمقام النبوة يتم توزيعه على المدارس في مناطق سيطرة الإرهابيين وعملاء الاحتلال التركي في شمال سورية”.

وقالت الوزارة إن “المجلس العلمي الفقهي” وهو هيئة تشكلت حديثا بعد إلغاء منصب مفتي الجمهورية ” يبدي “استنكاره الشديد لهذه الإساءة والتطاول الخطير” على مقام الرسول.

وأضاف البيان أن “محاولات الاحتلال التركي العثماني وأذنابه لن تفلح في تخريب عقول الأجيال وتشويه مقدساتهم، كما لم تفلح سابقاً في تزوير التاريخ وقلب الحقائق. وتسود المناطق التي تسيطر عليها تركية في شمال سورية حالة من الفوضى الأمنية مع تعدد المجموعات المسلحة وتعدد ولاءاتها وايدولوجياتها، وفوضى اقتصادية واجتماعية.

واعتبر مدني مهجر من مدينة حماة ويسكن في مدينة الباب حاليًا، أن انتشار نسخ من الكتاب “أمر غير مقبول”، مشيرًا إلى ضرورة الإسراع بمعالجة الأمر “لما له من أثر خطير على صورة الشام في نظر أبناء الأمة الإسلامية”، بحسب رأيه.

وخرجت مظاهرات في مناطق الباب واعزاز وعفرين واخترين المحتلة، بريف حلب احتجاجًا على رسومات من كتاب مدرسي بعنوان “السيرة النبوية”، اعتبرها سوريون أنها تتضمن إساءة للنبي محمد.

وحمل المتظاهرون لافتات تحمل عبارات “إلا رسول الله”، و”فداك يا رسول الله”، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن نشر هذه الرسومات.

وقال المدير العام لـ”مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث”، عماد الدين الرشيد، المسؤول عن طباعة الكتاب، إن المركز ألّف عددًا من الكتب المدرسية بتكليف من وزارة التربية التركية، ومن بينها كتب السيرة النبوية للمرحلة الابتدائية.

وعلى الرغم من أن الموضوع لاقى صدى واسع، إلا أنه لم يشهد أي إدانة عربية، أو على الأقل استنكار كما جرت العادة عندما تنشر رسومات مسيئة للرسول في مناطق متفرقة في العالم.