لكل السوريين

لا مؤشرات على انفراج قريب.. لبنان على مفترق طرق

تزامناً مع زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت، التي كانت مقررة هذا اليوم، تنتهي المهلة التي حددتها فرنسا للقوى السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة جديدة قادرة على الخروج بلبنان من أزماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتصاعدة منذ انفجار مرفأ بيروت.

وكانت حدة السجال بين الرئاستين الأولى والثالثة، قد تراجعت خلال الفترة الماضية بسبب ضغط الجانب الفرنسي الذي يسعى إلى إعداد الأرضية المناسبة لزيارة ماكرون الثالثة لبيروت.

لكن زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الأخيرة إلى قصر بعبدا، وخلافه الجديد مع الرئيس اللبناني ميشال عون حول التشكيلة الحكومية، ألقى بظلاله على المشهد السياسي في البلاد، وصعّد السجال من جديد، بين الرئاستين قبل أسبوع من زيارة الرئيس الفرنسي التي يرى البعض فيها محاولة أخيرة لإنفاذ لبنان، وتعزيز قدرته على الصمود في المرحلة الانتقالية إقليمياً ودولياً، أو مواجهة مصيره المجهول.

تيار المستقبل يتهم بعبدا

منذ البداية، يحمّل تيار المستقبل وأنصاره، رئيس الجمهورية، وصهره، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إضافة إلى حزب الله، مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة.

وبعد تسليمه أسماء التشكيلة الحكومية دعا الحريري رئيس الجمهورية إلى التوقيع عليها بعيداً عن المصالح الحزبية، وعن التمسك بالثلث المعطل، ونفى الاتهام الذي نسبته إليه رئاسة الجمهورية حول تفرده بتسمية الوزراء في الحكومة الجديدة.

ودعا في بيان أصدره تعقيبا على بيان صدر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، إلى “وقف التلاعب في مسار تأليف الحكومة”.

ومن جانبها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيانها إن الرئيس عون اعترض على طريقة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف.

وعلى تفرّد سعد الحريري بتسمية الوزراء دون الاتفاق مع رئيس الجمهورية، بينما ينص الدستور اللبناني على أن تشكيل الحكومة يكون بالاتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة.

وحزب الله يتحدث عن مؤامرة

ذكر مصدر مقرب من حزب الله أن الحريري توجه إلى القصر الجمهوري بتشكيلة “أمر واقع” تستبعد مشاركة رئيس الجمهورية، وتتجاوز المعايير التي تطالب بها الكتل النيابية.

وأشار المصدر إلى أن “الإيحاء في الإعلام بأن هناك من يعمل لتأليف حكومة وباتت جاهزة، وهناك من لا يقوم إلّا بالتعطيل، بات سيناريو ممجوجا”.

ولفت إلى أن “العقدة لا تزال في الأسماء”، متهماً تعنت الرئيس المكلف الذي “لا يبدو أنه في وارد التراجع خطوة الى الوراء في هذه النقطة”، وأشار إلى أن رئيس الجمهورية ليس بوارد القبول أن يكون مفتاح التسمية بيد الحريري وحده.

وتحدثت أوساط في الحزب عن مؤامرة تعد له تحت شعار “دعوا البلد ينهار حتى نعيد بناءه من دون حزب الله”.

وحسب هذه الأوساط، تسعى القوى الخارجية التي تعمل على إخراجه من المشهد السياسي في لبنان، إلى استكمال زرع الفوضى، وإسقاط الطبقة السياسية دون وجود بديل، وتعمل بالتعاون مع فاعلين إقليميين ومحليين على تدمير لبنان، لإعادة بنائه وصياغته بما يتماشى مع مصالحها.

ولبنان على مفترق طرق

يرى فريق من المتابعين للشأن اللبناني أن عدم إحراز تقدّم في المسار الحكومي قبل وصول الرئيس الفرنسي إلى بيروت، سيدفعه إلى التخلي عن الملف اللبناني، ووقف المبادرة الفرنسية، وترك لبنان لمصيره.

في حين يرى فريق آخر أن باريس لن تتخلى عن لبنان، ولن تتركه للدول المنافسة لها على الساحة اللبنانية، وفي المنطقة.

وتتحدث مصادر مطلعة عن مشروع يجري العمل عليه في الإليزيه، لإعادة صياغة لبنان حسب الرؤية الفرنسية المتمثلة بإعادة تأسيس ميثاق جديد يقوم على أنقاض الميثاق الذي تأسس لبنان بموجبه عام 1920.

وكان من المقرر أن يصل الرئيس الفرنسي إلى بيروت اليوم، لكن إصابته بفيروس كورونا، وخضوعه خضع للعزل الذاتي لمدة سبعة أيام، حسب بيان الرئاسة الفرنسية، ألغت هذه الزيارة التي كان من المتوقع لها أن تشكل منعطفاً هاماً في تاريخ لبنان.

تقرير/ لطفي توفيق