لكل السوريين

‏محافظة السويداء.. اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية ومجموعات محلية مسلحة

السويداء/ لطفي توفيق 

لليوم الثاني على التوالي، شهدت مدينة السويداء اشتباكات عنيفة، بين قوى الأمن الداخلي، ومجموعات محلية مسلحة، حيث نشب في اليوم الأول شجار واشتباك بالأيادي، بين عناصر الأمن ومجموعة من أهالي بلدة مفعلة، وتطور لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر الأمن الذين اقتحموا المشفى الوطني لاعتقال شابين مصابين من البلدة يتم علاجهما في المشفى.

وبدأت أحداث اليوم الثاني، بمقتل شابين وإصابة آخر، على إثر تعرضهم لإطلاق نار، من مسلحين مجهولين، حاولوا سلب سيارتهم، على طريق ظهر الجبل، وبعد إسعاف الضحايا إلى المشفى الوطني، توافد أقارب الضحايا وأفراد من المجموعات المسلحة المحلية إلى المشفى، وأطلق بعضهم النار في الهواء، عند مدخل المشفى.

فتدخلت كتيبة حفظ النظام، ونشب شجار بين المجموعات المسلحة وعناصر حفظ النظام، تخلله اشتباكات بالأيادي والعصي، وإطلاق النار بالهواء، ثم انسحب عناصر حفظ النظام، بعد أن قاموا باعتقال شخصين من هذه المجموعات.

تبادل لإطلاق النار

على إثر اعتقال الشخصين عند مدخل المشفى الوطني، توافدت مجموعات محلية مسلحة من مدينة السويداء والبلدات المجاورة لها، وانتشر عشرات المسلحين، في الشوارع مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين، واندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة، بينهم وبين القوى الأمنية، التي انسحبت إلى مراكزها.

وتركزت الاشتباكات أمام مبنى قيادة الشرطة، ومبنى المحافظة، اللذين تعرضا لإطلاق نار كثيف من قبل المسلحين، كما دوت أصوات انفجارات قوية، نتيجة إطلاق قذائف صاروخية، ورمي قنابل يدوية، مما أدى لأضرار مادية فادحة في المحال التجارية بأسواق المدينة جراء الضغط الناجم عن الانفجارات.

وتحدثت مصادر محلية عن مجموعات تطلق الهار بالهواء من رشاشات خفيفة ومتوسطة، ومجموعات أخرى تشتبك مع قوى الأمن في مركز المدينة، وأشارت المصادر إلى عدم وقوع قتلى خلال المواجهات.

وفي وقت متأخر بعد منتصف الليل، أطلقت الأجهزة الأمنية سراح الموقوفين، وانسحب المسلحون من الشوارع، وساد المنطقة هدوء حذر، وترقب استمر حتى الصباح.

اعتقال المصابين

وكانت السويداء قد شهدت في الليلة السابقة، اشتباكات عنيفة بين مجموعة من أهالي بلدة مفعلة، وقوى الأمن، بدأت بوصول شابين مصابين من البلدة إلى المشفى الوطني، تعرضا لإطلاق نار أثناء قيامهما بتقطيع الأشجار في أحد الأحراش، حسب مصادر محلية.

وبعد إسعاف المصابين إلى المشفى، وصل مسلحون من أهالي البلدة، واشتبكوا مع القوة الأمنية التي اقتحمت قسم الإسعاف لاعتقال المصابين، وتمكنت اعتقال شابين أخرين من أبناء البلدة إضافة إلى المصابين، وانسحبت من المشفى.

ونتيجة لذلك، حاول مسلحون من البلدة قطع طريق دمشق السويداء، للضغط على القوة الأمنية لإطلاق سراح المعتقلين.

واشتبك المسلحون مع دوريات مشتركة لقوى الأمن في المنطقة الممتدة بين بلدتي عتيل وسليم، على الطريق دمشق السويداء، استمر لمدة ربع ساعة تقريباً.

قبل أن ينسحب المسلحون، وتنسحب القوى الأمنية دون وقوع إصابات بينهما، ودون إطلاق سراح المعتقلين.

يذكر أن هذه الحوادث تشير إلى توجه جديد في تعامل السلطات مع الملف الأمني بالمحافظة، وخصوصاً بعد اجتماع اللجنة الأمنية بالسويداء مطلع الشهر الماضي، وتزايد الحديث عن تعليمات جديدة حول إجراءات ضبط الأوضاع الأمنية فيها.