يتزامن عيد الأضحى المبارك هذا العام مع ظروف إنسانية وأمنية بالغة القسوة في محافظة السويداء، ما ألقى بظلاله على مظاهر الاحتفال المعتادة وأدى إلى تقليص الاستعدادات الشعبية للعيد واقتصارها على أداء الشعائر الدينية والمعايدات الخاصة.
وتشهد المحافظة حالة من الحزن العام نتيجة الأحداث المؤسفة التي خلّفت ضحايا في عدد من القرى والبلدات، بالتزامن مع تدهور كبير في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ما انعكس على أجواء العيد التي بدت هذا العام باهتة ومحدودة.
ودعت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز إلى التقشف في مراسم العيد، والاقتصار على أداء الفروض الدينية، مؤكدة في بيان لها أهمية الابتعاد عن مظاهر البذخ والترف، والالتزام بسلوك متواضع يعبّر عن روح التكافل والتقوى، ويعكس القيم الأخلاقية والاجتماعية للطائفة.
كما شددت المشيخة على ضرورة تجنب إطلاق العيارات النارية والمفرقعات، معتبرة هذه التصرفات مرفوضة دينياً واجتماعياً، وملوّحة بمساءلة كل من يخالف هذه التوجيهات.
وفي السياق ذاته، أصدر الرئيس الروحي للطائفة، الشيخ حكمت الهجري، بياناً نعى فيه الضحايا في ريف دمشق والسويداء والساحل السوري، مؤكداً أن الشعب السوري عاش لحظات من الفرح بالخلاص من القمع، لكن تلك المرحلة الانتقالية شابها حزن كبير نتيجة محاولات إثارة الفتنة الطائفية.
وأضاف الهجري: “نادينا دوماً بأن دم السوري على السوري حرام مهما كان انتماؤه، ونرفض كل أشكال التحريض الطائفي ونيران الحقد المتسترة بستائر الدين”، مشيراً إلى أن حماية النفس وتنظيم حمل السلاح واجب في ظل غياب الاستقرار.
واختتم الشيخ الهجري بيانه بدعوة أبناء الطائفة إلى الاكتفاء هذا العام بإقامة الطقوس والشعائر الدينية، احتراماً لدماء الضحايا وتقديراً للظروف القاسية التي تمر بها البلاد.