لكل السوريين

نادي الفتوة… مسيرة عريقة وإنجازات وطنية في الرياضة السورية

يُعد نادي الفتوة الرياضي واحداً من أبرز الأندية السورية وأكثرها عراقة، حيث يمتلك تاريخاً حافلاً بالإنجازات والمشاركات على مختلف الأصعدة الرياضية. تأسس النادي للمرة الأولى خلال فترة الانتداب الفرنسي لسوريا (1920-1946)، وتحديداً في بدايات ثلاثينيات القرن الماضي، تحت اسم “الكوخ”، بعدما اجتمع مجموعة من شباب دير الزور في كوخ صغير اتخذوه مقرًا لهم، ليُعرفوا حينها بـ”الكوخيين”. من أبرز المؤسسين: عبد المجيد بقجه جي، حسن بشار، غازي حكيم، نجم العكل، حقي اليافي، عبد الغفور خريط، ومحسن بشار.

لاحقاً، تغيّر اسم النادي إلى “غازي” نسبة إلى الملك غازي بن فيصل الأول ملك العراق، قبل أن يعتمد اسمه الحالي “الفتوة” عام 1972 مع تأسيس الاتحاد الرياضي العام ودمج الأندية على مستوى المحافظات.

وشارك نادي الفتوة لأول مرة في الدوري السوري لكرة القدم عام 1953، وبدأ تدريجياً في إثبات حضوره القوي، حتى تمكن من تحقيق أول ألقابه في موسم 1966-1967 بعد احتلاله وصافة الدوري خلف نادي أهلي حلب (الاتحاد حالياً). وواصل النادي تألقه بتحقيق وصافة الدوري أربع مرات متتالية بين عامي 1966 و1970، في فترة كانت أندية الفتوة وبردى وأهلي حلب تتقاسم المنافسة على لقب الدوري.

وفي موسم 1974-1975، عاد الفتوة وحقق المركز الثاني، فيما حصل على المركز الثالث في مواسم 1982-1983، 1985-1986، و1987-1988.

وجاءت الحقبة الذهبية للنادي في أواخر الثمانينات وبداية التسعينيات، حيث توّج الفريق ببطولة الدوري السوري مرتين عامي 1990 و1991، كما حقق اللقب مجددًا عامي 2023 و2024، ليصبح من بين أعرق الأندية تتويجًا. وعلى صعيد بطولة كأس الجمهورية، حصد الفتوة اللقب أربع مرات في أعوام 1989، 1990، 1991، و2024، بالإضافة إلى كأس السوبر السوري عام 1991، وكأس الكؤوس السورية عام 1990، وكأس سوريا ولبنان عام 1991.

ويُعد نادي الفتوة أول نادٍ سوري يجمع بين البطولات الثلاث (الدوري، كأس الجمهورية، وكأس السوبر) في عام واحد، وهو 1991. كما نال كأس السوبر السوري اللبناني، التي أُقيمت مرة واحدة فقط، ويملك رقماً قياسياً بالوصول إلى نهائي كأس الجمهورية تسع مرات متتالية، أحرز خلالها أربع بطولات.

ومن بين إنجازاته كذلك الفوز ببطولة دورة تشرين الكروية عام 1988، ودورة الصحفيين في حلب عام 1989.

ورغم النجاحات، لم تخلُ مسيرة النادي من التحديات، حيث تعرّض لعدة نكسات، أبرزها في موسم 2016-2017 حين هبط إلى الدرجة الثانية للمرة السادسة في تاريخه، بسبب الظروف الصعبة والمعارك التي شهدتها مدينته الأم دير الزور. واستمر في الدرجة الثانية حتى موسم 2019-2020، حين عاد من جديد إلى دوري الأضواء.

وخلال تاريخه الطويل، قدم نادي الفتوة عدداً كبيراً من النجوم الذين تألقوا على مستوى سوريا، من بينهم: إبراهيم ياسين، حامد ويس، عبد الفتاح فراس، أنور عبد القادر، وليد مهيدي، إسماعيل فاكوش، نافع عبد القادر، زياد الصالح، وليد عواد، بسام النوري، زياد مهيدي، محمد شريدة، ماهر الفرج، نبيل خلوف، أحمد سالم، مرعي الحسن، عامر جاجان، فواز الجابر، معروف الكصيري، محمود حبش، عامر فراس، هشام خلف، مهند السالم، أحمد عسكر، جمال سعيد، حسان موسى، عيسى الشريدة، نزار ياسين، جمال نويجي، صلاح مطر، محمد مداد، مؤمن خلف، همام حمزاوي، معمر الهمشري، حسام اليوسف، عدي جفال، مصطفى جنيد، إبراهيم العبد الله، ضرار رداوي، محمد عبادي، رامي الحسن، أحمد الحسين، زين الفندي، وعبد الرحمن الحسين.

إلى جانب كرة القدم، ينشط نادي الفتوة في رياضات أخرى مثل كرة السلة وكرة اليد، وقد حقق فيها العديد من الإنجازات، فضلاً عن تميّزه في بعض الألعاب الفردية وألعاب القوى، والتي سيتم تسليط الضوء عليها مستقبلاً.