يُعدّ مصعب محمد من أبرز نجوم كرة القدم في الحسكة، وأحد الأسماء التي طبعت حضورها في الملاعب السورية لعقود، لاعباً ومدرباً، وصاحب مسيرة حافلة بالعطاء في الملاعب الخضراء.
من مواليد عام 1974، نشأ مصعب في بيئة رياضية وعاشقاً لكرة القدم منذ نعومة أظفاره، حيث انطلقت مسيرته الكروية في نادي الجزيرة، النادي الأم في مدينته الحسكة، حيث تدرّج في فئاته العمرية وشارك في كافة مسابقاته، قبل أن يلفت الأنظار بمهاراته الرفيعة في خط الوسط وقدرته على بناء الهجمات وصناعة الأهداف بذكاء وهدوء.
موهبته لم تغب عن أعين الكبار، فاستدعاه نادي الجيش – أحد أبرز فرق الدوري السوري – لينضم إلى صفوفه، وهناك أثبت مصعب مكانته كلاعب من الطراز الرفيع، مساهماً في تتويج النادي بلقب الدوري السوري موسم 1997-1998، ومُسجلاً أحد الأهداف الحاسمة في ذلك الموسم التاريخي. كما شارك في جميع مباريات الفريق محلياً وقارياً، وكان عنصراً فعالاً في كافة انتصاراته.
رغم نجاحه في نادي الجيش، بقي ولاؤه لنادي الجزيرة حاضراً، حيث اختار أن يختتم مسيرته الكروية كلاعب في صفوفه، ونجح بقيادته إلى الصعود إلى الدوري الممتاز في موسم 2008-2009، بعد غياب طويل.
أما على صعيد المنتخبات الوطنية، فقد تلقى مصعب دعوات متتالية لتمثيل منتخبات الشباب والأولمبي والرجال، وشارك في عدة بطولات عربية وقارية، كما مثّل المنتخب العسكري في بطولة دولية أُقيمت في مدينة الإسكندرية، وحقق خلالها المركز الرابع. غير أن مسيرته الدولية تعثرت بإصابات متكررة، حرمته من الظهور في بعض البطولات الهامة، أبرزها تصفيات كأس العالم 2002 والبطولة العربية في بيروت.
بعد اعتزاله اللعب، انتقل مصعب إلى عالم التدريب، فخضع لعدد من الدورات التدريبية المتقدمة بإشراف الاتحادين الآسيوي والعربي، وحصل على عدة شهادات أهلته لتدريب فرق محلية كبرى، من بينها الجزيرة، الشرطة، الطليعة، النواعير، المجد، حطين، والوثبة. عُرف بأسلوبه التدريبي المنظّم، وبتعامله الهادئ مع اللاعبين، حتى لُقّب بـ”المدرب الهادئ وصاحب القرار الحاسم”. وتمكّن من إنقاذ عدة فرق من شبح الهبوط في أصعب الظروف.
كما عمل مدرباً مساعداً للمنتخب الأولمبي إلى جانب المدرب أيمن الحكيم، وشغل منصب عضو في لجنة المدربين بالاتحاد السوري لكرة القدم عام 2019.
ومن أبرز إنجازاته قيادة نادي الجزيرة إلى دوري الدرجة الأولى بعد غياب دام نحو 15 عامًا، والمساهمة في إحراز ألقاب مع نادي الجيش، أبرزها وصافة بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس لثلاث مرات متتالية، وبطولات الدوري والنخبة العربية، إضافة إلى مشاركته في بطولة كأس آسيا للشباب، وبطولة الصداقة الدولية.
واختتم مصعب محمد مسيرته الكروية في لقاء ودي جمع نجوم الكرة السورية بنادي الجزيرة، انتهى بفوز الأخير 4-1، وشهد تكريماً رسمياً له من القيادات الرياضية والأندية التي درّبها، اعترافاً بمشواره الطويل وإنجازاته التي ستظل حاضرة في ذاكرة الكرة الجزراوية والسورية عموماً.