أنهى مجلس الاقتصاد والزراعة في الطبقة تجهيز صوامع البو عاصي الواقعة غرب المدينة، لاستقبال محصول القمح لهذا العام، وذلك بعد استكمال أعمال الصيانة التي استمرت نحو شهر، شملت إصلاح الروافع والنواقل وأجهزة الغربلة، وسط استعدادات فنية كاملة لاستقبال المحصول بنظام التخزين الدُكمي.
وتبلغ القدرة الاستيعابية الحالية للصوامع 40 ألف طن، في حين تضم داخلياً مخزوناً من محصول العام الماضي يُقدّر بنحو 63 ألف طن. وتُعد صوامع البو عاصي المركز الوحيد المعتمد هذا العام لاستلام المحصول من عموم مزارعي الطبقة، بعد أن تعرضت صوامع الخاتونية في ريف الجرنية لقصف جوي تركي في 9 كانون الثاني الماضي، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة. وكانت صوامع الخاتونية تملك سعة تخزينية تصل إلى 6 آلاف طن.
وأوضح عدنان السكران، مدير مركز صوامع البو عاصي، أن “الاستعدادات اكتملت بالكامل، والصوامع جاهزة فنياً ولوجستياً، بانتظار قرار الإدارة العامة لبدء عمليات الاستلام من المزارعين”. ولفت السكران إلى أن موسم القمح لهذا العام يُتوقع أن يكون أضعف من المواسم السابقة بسبب موجة الجفاف التي ضربت المنطقة مؤخراً، والتي أثرت سلباً على حجم الإنتاج الزراعي.
ووفق إحصاءات مجلس الزراعة، تبلغ المساحة المزروعة بمحصول القمح المروي في مقاطعة الطبقة نحو 360,113 دونماً، ومع أن السعة المتاحة حالياً تُعد كافية لاستقبال غالبية المحصول، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بكيفية التعامل مع الفائض المحتمل، خاصة في ظل عدم وجود مراكز استلام بديلة.
تأتي هذه التحضيرات في ظل ظروف استثنائية، أبرزها التصعيد العسكري التركي المتكرر على البنية التحتية الزراعية في شمال وشرق سوريا، ما يهدد الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية، ويقوّض جهود الاكتفاء الذاتي التي تبذلها الإدارة الذاتية.