لكل السوريين

رغم صعوبة تنفيذها.. إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة عسكرية لإيران

تقرير/ لطفي توفيق 

تتأهب إسرائيل منذ عقود لتوجيه ضربة عسكرية لإيران توقف طموحاتها النووية، وقبل نحو عام أعلن قائد جيشها البدء بإعداد خطط لضرب برنامج إيران النووي، وإعداد القوات الجوية والاستخبارات العسكرية لمثل هذه العملية.

وصعد المسؤولون الإسرائيليون تأكيداتهم على استخدام كل الوسائل المتاحة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مع تعقد المفاوضات الجارية في فيينا حول برنامجها النووي.

ولكن معظم المراقبين يرون أن إسرائيل ستواجه صعوبات كبرى في أي عملية عسكرية قد تستهدف برنامج إيران النووي، حيث تنتشر المنشآت النووية في مختلف أنحاء البلاد، ويقع العديد منها في أعماق تحت الأرض، مما يتطلب مستويات متطورة من التنسيق لضمان قصف جميع هذه المواقع في وقت واحد، وامتلاك القذائف الخارقة للتحصينات اللازمة لضرب مثل هذه المنشآت، والطائرات القادرة على حمل تلك القذائف.

ومع أن الولايات المتحدة تمتلك كل ذلك، لكنها لم تزود إسرائيل بها حتى الآن.

ومع أن تصريحات قادة الجيش الأميركي، لم تستبعد إمكانية توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية تحددها واشنطن، إلّا أن إدارة بايدن، تعتقد أن موعدها لم يحن بعد.

وهو ما أحدث شرخاً بين تل أبيب وواشنطن التي سارعت بإرسال مستشار الأمن القومي الأميركي للتنسيق بين البلدين بهذا الِشأن.

استراتيجية مشتركة

تركزت محادثات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على الملف النووي الإيراني، وقال نفتالي بينيت إن “العلاقة بين البلدين أقوى من أي وقت مضى، ويمكننا التحدث بصراحة وبصدق عن جميع التحديات المشتركة التي نواجهها”.

واعتبر ما يحدث في فيينا له آثار عميقة على الاستقرار في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل في السنوات المقبلة، لذلك، فإن هذا الاجتماع “يعقد في الوقت المناسب”.

وبدوره قال سوليفان “إننا في وقت حاسم لكلتا الدولتين من حيث القضايا الأمنية المهمة، ومن المهم أن نجلس معا ونضع استراتيجية مشتركة، ونجد طريقة للمضي قدما، مما يضمن بشكل أساسي مصالح البلدين”.

والتقى سوليفان بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي أعرب عن “قلقه من التقدم المحرز نحو امتلاك إيران أسلحة نووية تحت غطاء المفاوضات في فيينا” حسب بيان مكتبه.

وتخشى إسرائيل التي تعتبر إيران عدوها الرئيسي أن تتمكن طهران قريباً من تأمين ما يكفي من الوقود لإنتاج القنبلة الذرية.

تهديد جسيم

أعلن البيت الأبيض في بيان له، أن مستشار الأمن القومي الأميركي اتفق مع نظيره الإسرائيلي، على أن “جهود إيران في تسريع تطوير برنامجها النووي يشكل تهديداً جسيماً للأمن والسلم الدوليين”.

وأكد الجانبان على الحاجة إلى “مواجهة على كافة الأصعدة للتهديد الذي تشكله إيران، والذي يتضمن برنامجها النووي ونشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية”، وفقاً للبيان.

وأطلع سوليفان المسؤولين الإسرائيليين على آخر مستجدات مفاوضات فيينا، التي دفعت نحو عودة إيران للامتثال بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، و”تبادل الطرفان رأيهما بشأن الخطوات القادمة”.

وأعاد الجانبان “تأكيدهما على الالتزام بعدم حصول إيران مطلقاً على سلاح نووي”.

وشدد سوليفان على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وعلى استمرار التعاون الثنائي بين البلدين بهذا الصدد.

ضربات محدودة

يرى محللون سياسيون، أن إطالة إيران لأمد المفاوضات النووية تعطي ذريعة لإسرائيل لاستمرار توجيه ضربات تعرقل التوجهات الإيرانية لامتلاك سلاح نووي، وربما تشكل فرصة للإسرائيليين لاتخاذ بعض الخطوات العسكرية على الصعيد الفردي، وإن كانت غير معلنة.

ويعتقد بعض المحللين أن “الولايات المتحدة لن تكون معنية بتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران قد تتسبب بحرب مفتوحة، ولكنها لا ترفض ضربات متفرقة لإضعاف البرنامج النووي الإيراني”.

ولم يستبعدوا إمكانية توجيه إسرائيل ضربات عسكرية محدودة لإيران، مما يبقي أفق رد طهران محدوداً.

وأشاروا إلى أن قدرة إسرائيل على استهداف مناطق محددة في إيران، أكبر من قدرة طهران على الرد واستهداف المصالح الإسرائيلية أو الأميركية في المنطقة.

يذكر أن قائد القوات الجوية الإسرائيلية المرشح تومر بار، قال خلال مقابلة أجراها مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن إسرائيل قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية “غداً إذا لزم الأمر”.

وسيتولى بار قيادة القوات الجوية الإسرائيلية في نيسان المقبل، وقد يصبح القائد المسؤول عن توجيه ضربة لبرنامج إيران النووي إذا فشلت المحادثات الجارية في فيينا بين طهران والقوى العالمية، وفقا للصحيفة.