أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، حنين السيد، أن نحو 11 ألف لاجئ سوري سجلوا أسماءهم للعودة الطوعية إلى سوريا خلال الأسبوع المقبل، في إطار خطة أطلقتها الحكومة اللبنانية لإعادة اللاجئين بشكل تدريجي.
وقالت في مقابلة مع وكالة “رويترز” إن الخطة الحكومية تهدف إلى إعادة ما بين 200 و400 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم خلال العام الجاري، مضيفة أن كل لاجئ عائد سيحصل على مبلغ 100 دولار أمريكي، و400 دولار لكل عائلة، مع تغطية تكاليف المواصلات وإعفاء من الرسوم على المعابر الحدودية.
وأوضحت الوزيرة أن التنسيق جارٍ مع الجانب السوري لتنفيذ الخطة، مؤكدة أن الأولوية في المرحلة الأولى ستُمنح للمخيمات غير الرسمية التي تضم نحو 200 ألف لاجئ، مشيرة إلى إمكانية منح المعيلين السوريين تصاريح عمل في قطاعات مثل الزراعة والبناء في حال عودة أسرهم إلى سوريا.
من جهته، قال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، إيفو فريسن، إن الوضع في سوريا يشهد تغيرات سريعة، معتبراً أن الظرف الحالي قد يشكل فرصة واقعية لعودة المزيد من اللاجئين أو التفكير الجاد في العودة.
ورغم ذلك، لا تزال مخاوف اللاجئين من الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا تعيق اتخاذ قرار العودة، بحسب فريسن، الذي كشف أن نحو 628 ألف لاجئ سوري عادوا إلى سوريا من دول الجوار منذ كانون الأول 2024، من بينهم 191 ألفاً عبروا من لبنان.
وفي سياق متصل، أعلن نائب رئيس الوزراء اللبناني ورئيس اللجنة الوزارية المكلفة بملف اللاجئين، طارق متري، في 9 حزيران الماضي، أن المرحلة الأولى من خطة العودة ستنطلق قبل بدء العام الدراسي المقبل في أيلول 2025، مشيراً إلى صعوبة تحديد الأرقام الدقيقة، لكنها قد تتراوح بين 200 و300 ألف لاجئ.
وفي ظل تراجع الدعم الدولي، أعلنت مفوضية اللاجئين عن وقف كامل لدعم التكاليف الاستشفائية للاجئين مع نهاية العام الحالي، بعد أن كانت قد أوقفت سابقاً الدعم الصحي الأولي، مما سيؤثر على نحو 80 ألف لاجئ في لبنان.
يُذكر أن لبنان يستضيف ما يقارب 1.5 مليون لاجئ سوري، ضمن عدد سكان إجمالي يبلغ حوالي أربعة ملايين نسمة، وسط تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على البلد المضيف.