لكل السوريين

على الرغم من مخاطرها وقلة مردودها.. حمويات يتخذن المونة مصدر دخل

حماة/ جمانة خالد  

دأبت وصال 35عام على الذهاب يومياً لسوق الخضار وسط مدينة حماة، قالت وصال، منذ بدء موسم الخضار كنت أجمعها يومياً، لصناعة المونة وبيعها في السوق، في محاولة منها لمساعدة زوجها في تأمين معيشتهم.

ويعاني أغلب أبناء الشعب السوري أزمة اقتصادية قل نظيرها، وتراجع العملة السورية لأكثر من ستين ضعفاً، وانخفاض القدرة الشرائية للعملة المحلية.

وصال التي تسكن مع زوجها وأولادهما الأربعة، قالت أنها تضطر للعمل لتخفيف معاناة زوجها وهي قادرة على مساعدته، رغم أن العمل في تجهيز المونة ليس بالأمر السهل، لما يترافق معه من أمراض والجلوس لساعات طوال.

وكشفت المرأة أن هناك الكثير ممن يعملن في العمل ذاته، واستطاعت أختها وطرحت عليها فكرة العمل إحدى جاراتها في حي الدباغة حيث تقطن وصال، وأعجبتها فكرة تحقيق مدخول وهي تجلس في المنزل، واستطاعت خلال فترة وجيزة تأمين زبائن لبضاعتها من المونة.

وبحسب وصال أنها تركت العمل في وظيفة إدارية (40)ألف ليرة سورية، كان يبلغ راتبها، وفضلت العمل في تحضير وصناعة المونة، وقالت أنها تحقق دخل مربح إذا ما استطعت تأمين الزبائن، وقالت إنها تتعامل مع منازل ومحال تجارية، وتشهد صناعاتها من المونة إقبالاً.

لكنها في الفترة الأخيرة بدأت تعاني من آلام في الظهر، نتيجة الجلوس الطويل، وكشفت عن تخوفها من الإصابة بالديسك، ورفضت تقليل عملها على الرغم من طلب زوجها، بإراحة نفسها بعض الوقت.

أما رنيم وهي ثلاثينية من ريف حماة تعمل أيضاً بصناعة المونة وبيعها، قالت أنها بدأت تعاني من بعض الأمراض المزمنة، وأخرى جلدية نتيجة العمل، وتصنع رنيم المخلل ورب البندورة والمربيات وتتحضر للبدء بصناعة المكدوس.

الثلاثينية بدأت في العمل بصناعة المونة منذ سنوات، وتقول أن باستطاعتها عمل المونة على مدار العام، لكنها اشتكت مع تحكم أصحاب المحال التجارية بالأسعار، بحجج مختلفة منها تلف المونة وعدم إقبال الزبائن عليها حجج أخرى كثيرة.

وتعاني النساء العاملات في المونة من العمل لساعات طويلة وقلة المدخول والربح، حيث تضطر معظمهن لتقاضي أسعار قليلة من أجل استمرارية العمل وعدم خسارة الزبائن.

بالإضافة لذلك تعاني النساء العاملات في هذا المجال، من انقطاع الكهرباء الذي يصل ليوم كامل في غالب الأوقات، وبالتالي عدم قدرتهن على صناعة كميات كبيرة، وتهديد ما صنعنه بالتلف نتيجة القطع المتكرر والطويل للكهرباء عن حماة وريفها.