لكل السوريين

ضبية الناصر: “الاعتداء التركي على شمال شرق سوريا هو اعتداء على كل سوريا، وموقف دمشق لا يزال خجول”

حاورتها/ مطيعة الحبيب

اعتبرت، ضبية الناصر، الإدارية في مكتب المرأة لمجلس سوريا الديمقراطية، أن ما تقوم به دولة الاحتلال التركي في الآونة الأخيرة من تهديدها للمدنيين في مناطق شمال وشمال شرق سوريا هو تعدي واضح على السيادة السورية من جانب، بالإضافة إلى أن الهدف من كل هذه التهديدات هو إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي كانت تعول عليه تركيا لتحقيق مشروعها العثماني، والذي تسعى من خلاله لإعادة إحياء الميثاق الملي.

وقبل أيام كثفت دولة الاحتلال التركي من قصفها العنيف والممنهج على مناطق واسعة في شمال شرقي سوريا، نتج عنه استهداف البنية التحتية في مناطق شمال شرقي سوريا، وتسعى من خلاله خلق واقع جديد، وإحداث أزمات إنسانية في أكثر منطقة مكتظة بالسكان في عموم البلاد.

وأدى القصف إلى خروج عدة منشآت حيوية عن الخدمة، ساهم وبشكل كبير وسيساهم في خلق أزمات معيشية تهدد بتعصيب الوضع المعيشي على السكان.

ونتيجة القصف، استشهد عدد من المدنيين في كل من ديريك ومناطق أخرى أقصى شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى استشهاد بعض المقاتلين في صفوف قوات الأمن الداخلي، ومقتل عدد من عناصر جيش الحكومة السورية.

ويعتبر هذا التعدي على المنشآت الحيوية واستهداف المشافي وآبار النفط انتهاكا واضحا للسيادة السورية من قبل دولة الاحتلال التركي، التي تسعى لإعادة نشر التنظيمات الإرهابية في المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية قبل أعوام، بالإضافة إلى أن الاستهداف يعتبر ضمن القانون الدولي انتهاك صريح لكافة حقوق الإنسان وحقوق دول الجوار.

الأمر الغير واضح حتى اللحظة الإدانة من قبل الحكومة السورية والرد لم يكن كما يجب، ولم يكن شديد اللهجة على أقل تقدير حيال ما يقوم به الاحتلال بحق السوريين في البلاد.

صحيفتنا أجرت حوارا مطولا حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى مرتبطة به، وكان الطرف الذي تم إجراء الحوار معه، هي الأستاذة ضبية الناصر، التي تشغل منصب إدارية مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية.

وجاء نص الحوار كما يلي:

– في الآونة الاخيرة زادت دولة الاحتلال التركي من حدة الانتهاكات في سوريا، كيف نقرأ المشهد؟

إ، الهجوم الذي تعرضت له مناطق شمال وشرق سوريا هو انتهاك لسيادة سوريا حسب القانون الدولي، وشرعنة من قبل الأمم المتحدة حياله، الكل يعلم أن تركيا هي من قام بتنفيذ الانفجار في مدينة إسطنبول التركية، لتجعل منه ذريعة لتشن هجوم على المناطق الآمنة في شمال شرقي سوريا، وهي ما كانت تسعى تركيا للحصول عليه هو سبب لشن هجوم على شمال وشرق سوريا وهدفها الوحيد احتلال مساحة أكبر من الأراضي السورية.

– ألا يعتبر الاعتداء التركي المستمر اعتداء على كل السوريين؟

بكل تأكيد، هذه الاعتداءات التركية الأخيرة على مناطق الإدارة الذاتية هي اعتداء موجه ضد كل السوريين بمختلف قومياتهم وأديانهم، وما سيخلف عنه هو كارثة إنسانية لجميع السوريين، وسيتأثر كل السوريين من جراء هذا الاعتداء الممنهج والهمجي.

– موقف الولايات المتحدة وروسيا لكونهما الضامنين لم يكن كافيا في ردع القصف العنيف على أقل تقدير، كيف نفسره؟

في الحقيقة وفي بداية الهجمات كان هناك صمت مريب وخاصة من الدولتين الضامنتين لخفض التصعيد، وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي، وما يبعث في أنفسنا الشك بأن هناك موافقة على هذا الهجوم التركي الهمجي، غير أننا بدأنا نسمع تصريحات ضد هذه العملية التركية وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن وزارة الدفاع تحديدا، ومن المبعوث الأعلى للحكومة الأمريكية، وهناك أيضا موقف خجول من قبل روسيا وكذلك الأمر بالنسبة لفرنسا.

– رغم وجود قتلى من جيش الحكومة السورية، إلا أن رد حكومة دمشق لا يزال سلبي إلى حد كبير، لماذا برأيك، وعلى ما يدل ذلك؟

طبعا للأسف، الموقف الرسمي لدمشق هو سلبي وسلبي جدا تجاه الهجمة التركية على سيادتنا السورية، ولم تبد دمشق أي موقف حيال ذلك، وهذا يعني أن هناك مصلحة مشتركة في ذلك قصدي تركيا هو دمشق، حيث أننا نلاحظ بأن هناك تماني في الموقفين للقضاء على هذا المشروع السياسي الديمقراطي.

-هذه المرة، اعتداءات تركيا تستهدف سبل العيش والبنى التحتية، هل تهدف إلى خلق مجاعة وما هدفها منها؟

أن القصف الهمجي الجوي التركي لم يفرق بين المواقع العسكرية والمواقع المدنية، ولا حتى البنى التحتية المدنية، وقصفهم طال المدنيين، ومثال على ذلك ومثال على ذلك مجزرة ديرك التي راح ضحيتها إحدى عشر شهيد دفعة واحدة، كذلك تم قصف المراكز الصحية والمشافي ومحطات توليد الطاقة ومراكز الاتصالات وصوامع الحبوب وآبار النفط ومعمل الغاز، إذاً هم يريدون جراء ذلك ضرب اقتصاد الإدارة الذاتية، وبالتالي تهجير السكان وإخلاء القرى والبلدات وإحداث مآسي إنسانية في المنطقة، الهدف منها النيل من روح المقاومة لدى شعبنا ليسهل عليهم احتلال المزيد من أراضينا واستباحتها.

– على ما يدل استهداف مصادر الدخل والطاقة في الآونة الاخيرة بشمال وشرق سوريا؟

كما ذكرنا في أول الحوار بأن هذه الاستهدافات سوف تؤدي إلى حالة مأساوية ليست على شمال وشرق سوريا فقط، بل على سوريا بشكل واضح، حيث إنها تسبب حالات نزوح وتهجير، وخلق فقر، وبالتالي إفراغ المناطق التي تستهدف من قبل الاحتلال التركي من خيراتها وأهلها، وتسبب حالة هجرة أيضا لشبابها.

– استهداف محيط مخيم الهول على ما يدل بالدرجة الاولى؟

نعم القصف التركي طال حامية مخيم الهول، وكذلك محيط سجن جركين من أجل إحداث الفوضى داخل المخيم وخلق فرصة ومجال لفرار عوائل داعش من المخيم، وكذلك إخراج مساجين داعش من سجن جركين، هذا السجن الذي يحتوي على مئات من الدواعش داخله، وأن استمرار العملية الجوية العسكرية على مناطقنا طبعا سوف يؤثر على قتال قواتنا العسكرية لداعش وخلاياها، لأن قواتنا العسكرية سوف تعمل للدفاع عن السكان، وأيضا على الحدود وتعمل على حماية المناطق، وبالتالي يمكن أن يشكل انشغال قواتنا فرصة تستغلها داعش لظهور من جديد، وبالتالي نحن نعلم أن خطر داعش لا يقتصر على بقعة جغرافية معينة، إنما هو خطر عابر للحدود.

– كيف يجب أن يكون تحرك دمشق حيال هذا الاعتداء برأيك؟

طبعا ما أود قوله وتوجيهه لكل السوريين أينما تواجدوا، سواء كان في الداخل أو الخارج، للسوريين من كافة المكونات، أريد القول بأن هذه العملية العسكرية التركية ضد كل سوريا، ليست فقط مناطق الإدارة الذاتية التي هي أيضا ومن المعلوم لدى الجميع إنها جزء من سوريا الأم، كما إننا نرجو ونأمل طبعا ومن الواجب على كافة أفراد شعبنا السوري المخلص والشريف من كافة المكونات وخاصة في شمال وشرق سوريا أن يلتف حول الإدارة الذاتية وقوات سورية الديمقراطية للدفاع عن كل شبرا من أرضنا الطاهرة.

– كلمة أخيرة توجهيها للسوريين عبر صحيفتنا؟

وفي الختام نأمل لأرضنا وشعبنا الحرية والسلام والأمن والاستقرار لكافة المكونات على أراضي شمال وشرق سوريا التي هي جزء من سوريا الأم.