لكل السوريين

نفوق للأسماك.. تلوث جديد في نهر العاصي

شهدت مياه نهر العاصي خلال الفترة الماضية تلوثًا ملحوظًا، إذ أصبح لونها أسود، يقول سكان إنه نتيجة إلقاء مخلّفات معاصر الزيتون داخل النهر، مسببة أضرارًا بيئية وحيوية للمنطقة.

وتوجد معاصر الزيتون على طول مجرةى النهر بمناطق متفرقة، وتُلقى مخلّفات المعاصر في أماكن متفرقة من نهر العاصي.

وأثّر التلوث سلبًا على الثروة السمكية في النهر، حيث أدى إلى نفوق آلاف الأسماك باختلاف أنواعها وأحجامها، وخصوصًا الصغيرة منها التي كانت أعدادها أكبر سابقًا، نتيجة ارتفاع قلوية الماء، بعدما كانت مياه النهر تعاني سابقًا من مخلّفات الصرف الصحي.

ويعتمد أهالي مدينة حماة وريفها على نهر العاصي كمصدر رزق رئيس، ما يهدد الكثير منهم نتيجة الضرر الذي طالهم بعد نفوق كميات من أسماك النهر.

وطالب صيادون الجهات الحكومية المسؤولة بإيجاد حلول لتصريف مياه المعاصر بعيدًا عن نهر العاصي، مثل البرك أو أي تصريفات أخرى مناسبة.

خلال الأيام الأولى لانتشار التلوث، التقط الأهالي القاطنون في المناطق المحيطة بالنهر كميات كبيرة من الأسماك بهدف أكلها، خصوصًا أن الأسماك الكبيرة لم تتأثر كما الصغيرة، لكن ظهرت نتائج تأثر المحصول السمكي في الأيام اللاحقة، بحيث أصبح شبه معدوم.

ويقول أطباء من حماة، لا يوجد تأثير مباشر لأن التسمم ليس بالمواد الكيماوية الضارة، بل بمخلّفات المعاصر، فالسمك يؤكل ولا يوجد تأثير ضار على صحة الإنسان إذا تم طهوه بشكل صحيح ولمدة كافية.

وتعتبر الأسماك النافقة من التلوث الحاصل غير قابلة للتخزين، وتُستهلك بشكل فوري، على ألا تزيد مدة بقائها دون طهو على ست ساعات كحد أقصى بعد الصيد.

ولم يكن التلوث الحاصل في نهر العاصي الأول من نوعه، إذ يتلوث النهر بشكل دوري كل عام حسب المواسم، عند بدء تشغيل معامل السكر، وعند بدء العمل بمعاصر الزيتون، دون أي رقابة أو منع من السلطات.

فيما يقول مسؤولين، إنهم أبلغوا أصحاب المعاصر بمنع توجيه مخلفات معاصرهم للنهر، وحفر خزانات تجميعية، لكن المسؤولين يقولون إن قلة غزارة النهر هي السبب حيث تراجع منسوبه، ولو كان غزيراً لما أثرت المخلفات فيه بحسب قولهم.

شهد نهر العاصي موجة تلوث سابقة خلال تموز الماضي، بعد إعادة تشغيل معمل السكر بمنطقة تل سلحب بريف حماة المتوقف منذ عام 2015، حيث عملت إدارة المعمل على رمي المخلّفات في النهر، ما أدى إلى نفوق عدد كبير من الأسماك، وتلوث مياهه لعدة أيام.

 

وفي وقت سابق اشتكى بعض أهالي منطقة الغاب، بسبب تدفق نواتج تصنيع الشمندر السكري في مجرى نهر العاصي والمصارف الزراعية وقنوات الري في المنطقة، إلى جانب تلوث البيئة بالروائح الكريهة المنبعثة على امتداد مساحات واسعة.

وجاءت شكاوى الأهالي نتيجة تهديد مخلفات المعمل للثروة السمكية الطبيعية التي تعيش في المسطحات المائية، وتهديد الأراضي المزروعة بالخضار الصيفي بالتلوث الشديد.

كما ناشد الأهالي حينها الجهات المعنية في الحكومة، بالتدخل لمعالجة المشكلة البيئية الزراعية الصناعية، مشيرين إلى سكوت هذه الجهات عن التلوث الضار بالبيئة والناس.