لكل السوريين

تدهور وضع المدارس الحكومية في درعا.. والتعليم الخاص يجتاح المحافظة

درعا/ محمد الصالح

يلجأ العديد من أولياء الأمور في محافظة درعا إلى تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصّة، بعد أن تدهور وضع المدارس الحكومية بشكل كبير، واضطر الموظف والعامل والمعلم وغيرهم من الشرائح الاجتماعية، إلى تسجيل أبنائهم في هذه المدارس ودفع أقساطها المرهقة.

وشكل انتشار الكثير من المدارس الخاصة للمرحلة الأساسية في الآونة الأخيرة، عبئاً جديداً على المدارس الحكومية، حيث أدى إلى عزوف الكثير من المعلمين والمعلمات عنها، وانتقالهم للتعليم في المدارس الخاصة، مبررين ذلك بأن الراتب في هذه المدارس أكثر من ثلاثة أضعاف الراتب في المدارس الحكومية.

ووجد الأهالي أنفسهم بين خيارين أحلاهما مرّ، فإما وضع أبنائهم في المدارس الحكومية التي تفتقر لأبسط أساليب ووسائل التعليم، أو في المدراس الخاصة على حساب لقمة عيشهم، حيث تبلغ تكلفتها أكثر من مليوني ليرة سورية للتلميذ الواحد.

وفي الخيار الأول، الطلاب هم الضحية في ظل تردي الواقع التعليمي لدرجة غير مسبوقة.

وأهالي الطلاب هم الضحية في الخيار الثاني، حيث يضطرون لدفع مبالع أضعاف دخلهم.

مبررات ومطالب

يبرر المعلمون انتقالهم من التعليم العام إلى الخاص، بزيادة رواتبهم، ويشيرون إلى أن المدارس الخاصة مجهزة بأحدث الوسائل، ولا يزيد عدد الطلاب فيها عن 25 طالباً، وهو ما يعادل نصف عددهم مقارنة مع المدارس الحكومية.

ويتحدثون عن عدم قدرتهم على القيام بواجبهم بالشكل المطلوب، فالطلاب بحاجة إلى تحفيز ووسائل ومعدات غير موجودة في المدارس الحكومية، مما يضطرهم إلى دخول الصفوف وإمضاء حصة مدتها 45 دقيقة، بروتين وملل ودون ترغيب أو تحبيب.

في حين يعتقد معظم أولياء الأمور أن انتشار المدارس الابتدائية الخاصة، أدى إلى تردّي التعليم في المدارس الحكومية.

ويطالبون بتحسين العملية التعليمية الرسمية ودعمها مادياً ومعنوياً، ويؤكدون على ضرورة دعم المعلمين وتحفيزهم للاستمرار في عملهم وعدم الانتقال للتعليم الخاص، حيث تسبب انتقال العديد منهم بنقص المعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية، واضطرار المجمع التربوي لتعيين طلاب جامعات ومعاهد للتعليم فيها، وعدم التزام هؤلاء الطلاب بالدوام في مدارسهم بسبب وجود التزامات لديهم كالمحاضرات والامتحانات وغيرها، حيث ينتهي العام الدراسي دون إنهاء نصف الكتب المقررة على التلاميذ.

يذكر أن هذا الوضع يتفاقم في مرحلة التعليم الثانوية، حيث تعتبر هذه المرحلة مفصلية في حياة الطلاب، وتتضاعف أقساطها في المدارس الخاصة، مما يزيد أعباء ومعاناة أهاليهم في ظل الظروف المعيشية السيئة التي تعاني منها غالبية المواطنين في المحافظة لدرجة جعلت الكثير منهم لا يستطيع تأمين احتياجاته الأساسية اليومية.