الرقة/ صالح إسماعيل
أثر قلة كميات الواردة من مياه للقناة الرئيسية ( قناة ري البليخ) بالريف الشمالي الرقة على المساحات الزراعية الصيفية بشكل كبير في ضل ارتفاع التكاليف الزراعية التي يتكبدها المزارعين موسمياً.
ويعتمد الألاف المزارعين في ريف الرقة الشمالي على قناة ري البليخ التي تتغذى بشكل مباشر من بحيرة سد الطبقة وصولا إلى ريف الرقة الشمالي ونهاية بريف الرقة الشرقي بطول ١٤٠كم.
وتتألف القناة من عدة مراحل اعتماداً على منسوب المياه الواردة بتنظيمها من خلال جسور ومنظمات (عنفات) التحكم بمنسوبي المياه وإنفاذ المياه عبر قنوات الري الأرضية.
وبسبب قلة المياه الواردة الي بحيرة سد الطبقة تم تقنين كميات المياه الواردة للقناة المذكورة من قبل المعنيين, مما أثر بشكل مباشر على مساحات الأراضي المزروعة وخاصة المحاصيل الصيفية, كالذرة الصفراء والخضروات والتي تحتاج لعدة ريات, يتجاوز بعضها العشرة في حين تحتاج الخضروات الصيفية إلى ري بشكل دائم.
تقلصت نسبة المساحات الصيفية المزروعة لأكثر من النصف لهذا العام, بسبب ارتفاع التكاليف الزراعية للمحاصيل الصيفية, كالعمال والأسمدة والبذور و الأدوية الزراعية عن الأعوام السابقة.
فيما جاء تقنين كميات المياه الواردة ليؤثر بشكل مباشر على العملية الزراعية حيث فضلت نسبة كبيرة من المزارعين” عدم الزراعة ” حتى الموسم الشتوي والذي لا يحتاج الكثير من عمليات السقاية.
الفلاح إسماعيل الخليل من ريف الرقة الشمالي يقول: يعتمد المزارعين في ريف الرقة الشمالي على سقاية أراضيهم الزراعية من خلال استجرار المياه عبر قنوات الري الموجودة, حيث تحتاج الزراعات الصيفية السقاية بشكل منتظم ومكثف بحسب حاجة المحصول، الأمر الذي تأثر بشكل كبير بنقص كميات المياه الواردة.
وأضاف الخليل: هذا الموسم ارتفعت تكاليف الزراعة بشكل كبير أكثر من ثلاثة أضعاف التكلفة عن الأعوام السابقة وخصوصا بعد تدهور العملة السورية أمام الدولار الأمريكي، وارتباط أسعار المواد الزراعية بسعر الدولار.
ومن جانبه تسأل المزارع عواد المرعي: لماذا هذا الصمت الدولي الذي تبديه الدول الكبرى إزاء ما يحدث من قبل الجانب التركي, واختراقها كافة المواثيق والقوانين الدولية, التي تضمن تدفق المياه وكمياتها إلى الأراضي السورية من خلال نهر الفرات، الأمر الذي أدى إلى انخفاض منسوب مياه النهر ومنسوبي مياه بحيرة سد الطبقة أكبر السدود المائية على النهر في الأراضي السورية؟.
وطالب كل من الخليل والمرعي المجتمع الدولي والدول صاحبة القرار باتخاذ إجراءات صارمة على الدولة التركية وإلزامها باحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وسيادة الدول، وعدم التلاعب بكميات المياه المتدفقة إلى الأراضي السورية التي تعد شريان الحياة الرئيسي للمنطقة.