لكل السوريين

رغم التسهيلات.. عائلات الهول ترفض العودة للداخل السوري بسبب الدمار وانعدام الخدمات الأساسية

تقرير/ أحمد الحمود

بعد سقوط نظام الأسد البائد، جددت الإدارة الذاتية في 23 يناير 2025 قرارها بشأن العودة الطوعية للنازحين السوريين المتواجدين في مخيمات شمال وشرق سوريا، وخاصة مخيم الهول، ورغم التسهيلات التي قدمتها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، لا يزال هناك تخوف لدى البعض من العودة إلى مناطقهم نظرًا لكون منازلهم مدمرة، وفي أكتوبر 2020، أصدرت الإدارة الذاتية قرارًا يسمح لجميع النازحين السوريين الراغبين في مغادرة مخيم الهول بالعودة إلى مناطقهم، ويأتي هذا القرار ضمن إجراءات تهدف إلى تسهيل العودة الآمنة.

رغم هذه التسهيلات، لا تزال العديد من الأسر ترفض مغادرة المخيم، كون منازلهم مدمرة، إلى جانب انعدام الخدمات الأساسية وعدم استقرار الوضع الأمني في مناطقهم، مما يجعل العودة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للكثيرين.

وفي هذا السياق، تحدث شيمخوس أحمد، الرئيس المشارك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، في حديث خاص لصحيفة “السوري”، مؤكدًا أنه بعد القرار الصادر عن الإدارة الذاتية بتسهيل الخدمات للراغبين في الخروج من مخيم الهول، خرجت عدة عائلات من مخيمي العريشة والمحمودلي وعادت إلى مناطقهم الأصلية.

وأشار إلى أن الإدارة الذاتية تقدم كافة التسهيلات للراغبين في مغادرة المخيمات، حيث من المقرر إخراج أهالي دير الزور القاطنين في المخيم والراغبين في العودة إلى منازلهم في الأيام القادمة، وأضاف أن هناك 66 حالة إنسانية بحاجة إلى الخروج العاجل بسبب معاناتهم من أمراض مزمنة، كما لفت إلى أن بعض العائلات ترفض الخروج كون منازلهم مدمرة، وأوضح أنه تم النقاش مع مفوضية اللاجئين والمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا لتهيئة الظروف المناسبة لتلك العائلات، معربًا عن أمله باستجابة الإدارة السورية والمنظمات ووكلاء الأمم المتحدة.

بينما تستمر الجهود المبذولة لتشجيع العودة، فإن الوضع الإنساني في المخيمات، وخاصة في مخيم الهول، يعاني من نقص في الخدمات بعد تعليق عمل بعض المنظمات الإنسانية بسبب قرار الإدارة الأمريكية، مما أدى إلى ضعف الخدمات المقدمة وزاد من صعوبة الحياة بالنسبة للسكان في المخيم.

أما بالنسبة للحكومة العراقية، فقد وضعت برنامجًا لإعادة رعاياها من مخيم الهول، لكن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أصدرت قرارًا بوقف إعادة رعاياها إلى العراق بسبب نقص التمويل الذي كانت تقدمه الوكالة الأمريكية للتنمية، وأعرب شيمخوس أحمد عن أمله في أن تستمر الحكومة العراقية في إعادة رعاياها، خاصةً أن إدارة مخيم الهول تقدم كافة التسهيلات للراغبين في مغادرته.

وفيما يتعلق بالعائلات الأجنبية، أشار أحمد إلى أن العديد من الدول ترفض حتى الآن إعادة رعاياها، داعيًا هذه الدول إلى الاستجابة والتنسيق مع التحالف الدولي والأمم المتحدة لإخراج رعاياها من المخيم، كما دعا المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لإخراج قاطني المخيمات في إقليم شمال وشرق سوريا من غير السوريين وإعادتهم إلى بلادهم.

ويوجد في مخيمات الإقليم عوائل من جنسيات أجنبية كثيرة إلى جانب العراقيين، الذين يصل عددهم إلى 16,000 شخص، ومنذ عام 2020، أخرجت الإدارة الذاتية 55 دفعة من العوائل القاطنة في مخيم الهول إلى مناطق شمال وشرق سوريا، فضلاً عن 17 دفعة من العوائل العراقية التي عادوا إلى بلادهم.

تبقى مسألة العودة الطوعية من مخيم الهول معقدة، حيث تتداخل العوامل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في تحديد قرارات العائلات، وبينما تستمر الجهود المبذولة لتشجيع العودة، فإن نجاح هذه العملية مرهون بتحقيق بيئة آمنة ومستقرة تلبي احتياجات العائدين.