لكل السوريين

أدوية السرطان في الساحل السورية.. رحلة محفوفة بالأمل

تقرير/ اـ ن

في أطار افتقار الساحل السوري لأي مظهر من مظاهر الحياة، بات الحصول على الأدوية اشبه بالمستحيل، بعد فقد ادوية السرطان من المشافي الحكومية بذريعة انتهاء الصلاحية، وعدم توفرها بالسوق الحرة والصيدليات إلا بأسعار خارجة عن قدرة المواطن السوري.

باعتراف جميع المعنيين والمحتاجين هنالك ندرة توفر أدوية السرطان وارتفاع أسعارها في الساحل السوري، علاوة على أن الشعب يعاني من حالة فقر شديدة تجعل تأمين الأدوية، وخاصة أدوية السرطان، أمرا في غاية الصعوبة.

وفي أكثر المراكز الصحية والمشافي لا تتوفر حاليا سوى 20% من احتياجاتها الفعلية لأدوية بعض أنواع السرطانات، بينما نفدت الأدوية تماما لبعض الأنواع الأخرى، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة تهدد حياة الأطفال والبالغين على حد سواء، وأن هذه المعاناة تتضاعف بشكل كبير لدى مرضى السرطان بسبب ندرة توفر الأدوية وارتفاع أسعارها، مما يعجز الكثير من المرضى عن شرائها.

وأن نقص الأدوية السرطانية الحاد في سوريا يعرض آلاف المرضى لفقدان فرصة العلاج الفعّال، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الوفيات ويعمق المعاناة النفسية والمالية للأسر المتضررة.

وأطلقت عدة نداءات استغاثة عاجل لتوفير هذه الأدوية الأساسية، محذرة من كارثة صحية وإنسانية وشيكة، ورغم أهمية هذه النداءات وضرورتها في ظل الظروف الحالية، إلا أن الحل المستدام لا يمكن أن يكون في استمرار الاستجداء والاعتماد على المساعدات، بل يتطلب دورا فاعلا من الدولة والحكومة ووزارة الصحة بالتعاون مع المعامل الوطنية، سواء العامة أو الخاصة، لإنتاج أدوية السرطان محليا، إلى جانب الأدوية الحيوية الأخرى، خاصة لعلاج الأمراض الخطرة والمزمنة.

السيد المهندس فواز. م وهو من طرطوس قال: يعيش مرضى السرطان في سورية ظروفاً صعبة تتسم بندرة الأدوية، وارتفاع تكاليف العلاج، وضعف الخدمات الطبية، ويضطر العديد من مرضى السرطان إلى الانتظار إلى شهور طويلة للحصول على الجرعات اللازمة، بينما يلجأ البعض إلى شراء أدوية مهربة بأسعار باهظة، ما يعرضهم لخطر الأدوية المغشوشة وغير المضمونة، وتشكل تكلفة علاج السرطان عبئا ثقيلا على الأسر ذات الدخل المحدود والمفقرة، حيث ارتفعت أسعار الجرعات إلى مستويات غير مسبوقة، ما يجعل الحصول على العلاج أمرا شبه مستحيل بالنسبة للكثيرين، وأضاف لقد عادت أزمة أدوية علاج السرطان إلى الواجهة مجددا بعد فقدانها من معظم المشافي الحكومية ، في حين تتوافر الأدوية ذاتها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدا، في ظل مخاوف من عدم فعاليتها في العلاج لأنها من مصادر مجهولة.

والعديد من مرضى السرطان أكدوا أن فقدان أدويتهم العلاجية يدفعهم للجوء إلى مصادر أخرى لتأمينها منها السوق غير النظامية بأسعار مرتفعة تصل إلى أكثر من مليون ونصف مليون ليرة سورية للجرعة الواحدة وسط مخاوف من عدم فعالية تلك الأدوية في العلاج لأنها من مصادر مجهولة، وتضيف احدى السيدات المريضات قائلة: يواجه مرضى السرطان ظروفا صحية قاسية، بسبب نفاد الأدوية والمسكنات من الصيدليات والمشافي المختصة، ما أدى إلى تأجيل الجرعات الكيميائية للمرضى لشهرين وأكثر، وكان عدد من مرضى السرطان في اللاذقية استسلموا لقدرهم وأوقفوا جلسات علاجهم لعدم قدرتهم على تحمل مزيد من التكاليف الباهظة جدا، في حين إن بعضهم اضطر لبيع منزله لتأمين المبالغ المطلوبة، وإذا لم يتوفر الدواء للمريض، عليه أن يشتريه هذا أمر طبيعي وإلا سيعود لنقطة الصفر في دورة علاجه، يبدو أن الاستيراد النظامي لأدوية السرطان في سوريا محصور لدى شركة واحدة هي أوبري حبوش وهناك شركة ثانية ، تحاول الحصول على ترخيص لاستيراد الأدوية السرطانية، أما الأدوية الأجنبية لعلاج السرطانات بمختلف أنواعها خارج هاتين الشركتين فلا مستودعات تحويها وإنما يعمل في هذه التجارة أشخاص يساهمون في تهريب الأدوية عبر التواصل الهاتفي فيأتي التاجر ويضع كيس الدواء في الصيدلية التي تم الاتفاق معها، ويخرج دون أن ينتبه له أحد، وتكمل السيدة زهور بعد خضوعها لعلاج كيماوي قاس ثم العذاب النفسي لتجاوز 32 جلسة مجانية للمسرع الخطي في المشفى، بحيث لا دواء يمكن أن يسكن الألم بعد الجلسة العاشرة بسبب الالتهابات الشعاعية الناتجة عن الاحتراق الداخلي للأعضاء، تصف ذلك، لا تعرف لماذا أنت هنا ولماذا يجري معك ما يجري، ورغم كل ما تعرضت له تتمسك بالأمل وتصر على متابعة العلاج بشكل مستمر فلا مكان للاستسلام في هذا الطريق.

واستنادا الى أطباء اورام بطرطوس فإن معدل الإصابة، يبرز ازديادها بين الإناث عن الذكور، حيث يحتل سرطان الثدي المركز الأول يليه سرطان الغدة الدرقية والقولون واللمفاوي والعظام والدماغ وعنق الرحم والبروستاتا.

والسيد أدهم الأستاذ يقول: تبدو رحلة علاج السرطان أقسى من المرض نفسه في بعض الأحيان، وضمن الظروف الرهيبة التي تمر بها البلاد على اختلاف مناطقها، ومع تزايد الأزمات التي لا تنتهي، يبدو اجتثات الأمل أصعب من أي وقت. إلا أن كل من التقيتهم/ن كانوا/كنّ مصممين/ات على الاستمرار بالعلاج، وبالتمسك بالحياة التي يريدونها، والمقاومة ولو بشق الأنفس. لا يريد مرضى ومريضات السرطان دعما استثنائيا، ولكن شروطا أساسية تؤمن العلاج، وأبسط المستلزمات كمسكنات الألم والدعم. فكل السوريون والسوريات يحتاجون اليوم إلى التمسك بالأمل من أجل حياة أفضل، ويضيف لا يمكن لسورية أن تبقى رهينة نداءات الاستغاثة والمساعدات الخارجية لتأمين الأدوية الأساسية، لذلك لا بد من تبني سياسة دوائية وطنية تعتمد على التصنيع المحلي، لضمان الأمن الدوائي، وتخفيف الأعباء عن المرضى، وتأمين علاج مستدام للسرطان والأمراض المزمنة، ويتطلب تحقيق هذا الهدف تكاتف الجهود ، وتحويل قطاع صناعة الأدوية إلى أولوية وطنية، لضمان حصول كل مريض على العلاج اللازم في الوقت المناسب، ويعاني السوريون من ندرة توفر أدوية مرض السرطان وارتفاع أسعارها بشكل كبير، في وقت يعاني فيه السوريون من حالة فقر تجعل تأمين الأدوية أمرا في غاية الصعوبة.