لكل السوريين

لإجبار الفلسطينيين على الهجرة.. إسرائيل تستخدم سلاح التجويع في قطاع غزة والعالم يستنكر

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتحويله إلى مكان يتعذر العيش فيه وتجويع أهله بهدف إجبارهم على الهجرة منه، شهدت العديد من المدن العربية والأوروبية والأميركية مظاهرات منددة بهذه الممارسات، رغم تصاعد حملات التضييق التي تمارسها الدول الغربية على الناشطين الداعمين للشعب الفلسطيني.

وتصاعد الحراك الجماهيري المطالب بوقف المجازر والإبادة وسياسة تجويع في قطاع غزة، وسط تباين آراء المحللين السياسيين حول تأثير هذا الحراك وتداعياته المرتقبة.

حيث يرى بعضهم أن عدد المظاهرات والمشاركين فيها حالياً أقل مما كان عليه قبل عام، وأن الحراك الحالي لن يؤثر على صنّاع القرار في أوروبا، أو على إدارة الرئيس دونالد ترامب.

بينما يرى آخرون أن أهمية هذه الاحتجاجات تكمن في إمكانية تشكيلها ضغوطاً على حكومات الدول الداعمة لنتنياهو في حربه على غزة.

ودعت “الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة”، وهي تحالف دولي يضم مؤسسات مجتمع مدني، إلى المشاركة في إضراب عالمي شامل، وعصيان مدني، إلى أن تتوقف حملات الإبادة واتجويع في قطاع غزة.

وشددت الحملة على أهمية خروج المظاهرات والمسيرات في كل أنحاء العالم، ومحاصرة السفارات الأميركية والإسرائيلية.

ردود فعل عربية

خرجت مظاهرة في دمشق ردد المتظاهرون خلالها هتافات منددة باستمرار الحرب على غزة، وبسياسة التجويع التي تمارسها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ضد الفلسطينيين، وطالبوا بإدخال المساعدات إلى سكان القطاع فوراً.

كما نظم اتحاد الطلبة في جامعة حلب الحرة بمدينة أعزاز، وقفة احتجاجية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض عمليات التوغل الإسرائيلية في محافظة درعا.

وفي لبنان نظمت وقفة احتجاجية في بيروت، وأخرى في مدينة صيدا للتنديد باستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، ومحاولات تجويع سكانها، والمطالبة بالسماح بإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، والدعوة لوقف إطلاق النار فيه.

وفي تونس، نفذ طلاب الجامعات إضراباً عاماً بمختلف المؤسسات الجامعية في إطار “يوم غضب” دعت إليه منظمات طلابية دعماً للشعب الفلسطيني وتنديداً باستمرار الحرب على غزة.

وفي العاصمة المغربية الرباط، خرجت مظاهرة شعبية عارمة دعماً لغزة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر عليها، ومحاولات تجويع سكانها.

وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط، نظمت جهات شعبية ونقابيّة وطلابية اعتصاماً كبيراً أمام السفارة الأميركية للتضامن مع غزة والتنديد بالعدوان الإسرائيلي عليها.

وطالب المشاركون في الاعتصام بمحاكمة المتورطين في قتل وتجويع الفلسطينيين، وبضرورة تحرك دولي عاجل لوقف الحرب، واستنكروا الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة.

ردود فعل دولية

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن إسرائيل “بصفتها قوة احتلال في غزة عليها تحمل التزامات بموجب القانون الدولي تجاه سكان غزة”.

وذكر أن إسرائيل تمنع دخول المساعدات وإمدادات الغذاء والدواء والمأوى المتراكمة عند المعابر، وأشار إلى أن أكثر من شهر قد مر بدون دخول قطرة مساعدات إلى غزة، وإلى أن قطاع غزة أصبح ساحة للقتل، وأن المدنيين عالقون في دوامة موت لا نهائية.

وفي فرنسا، اندلعت مظاهرة يسارية ضد اليمين المتطرف شارك بها آلاف المؤيدين لفلسطين، وتم إنزال اللافتات المناهضة لليمين في ساحة الجمهورية واستبدالها بالأعلام الفلسطينية. وانطلقت مسيرة تضامن مع غزة ارتدى خلالها معظم المتظاهرين الكوفية الفلسطينية وحملوا لافتات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وفي ألمانيا شهد محيط مبنى البرلمان في العاصمة برلين وقفة احتجاجية لمنظمات داعمة للفلسطينيين، وطالب المحتجون خلالها بإدخال المساعدات إلى سكان القطاع، ونددوا بحملة قمع الأصوات المتضامنة مع فلسطين.

وفي العاصمة البريطانية لندن، خرجت مظاهرة منددة بالانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، كما خرجت مظاهرات مماثلة في مدينة نيوكاسل شمالي شرق إنجلترا، طالبت بالوقف الفوري للحرب وإيصال المساعدات ورفع الحصار عن القطاع.

وفي هولندا استدعت وزارة الخارجية السفير الإسرائيلي على خلفية الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وأعلنت الحكومة الهولندية تشديد القيود على تصدير جميع المنتجات العسكرية والسلع ذات الاستخدام المزدوج المتجهة إلى إسرائيل.

يذكر أنه على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، اعترفت 147 دولة عضواً في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، أي ما يمثل نحو ثلاثة أرباع سكان العالم.

وفي خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على تحوّل في الموقف الأوروبي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى إمكانية اتخاذ هذه الخطوة رسمياً في مؤتمر أممي سيعقد في نيويورك في شهر حزيران المقبل.