لكل السوريين

التنوع القبائلي جعل دير الزور إحدى أقوى المجتمعات تلاحمًا

السوري/ دير الزور ـ ما زالت الحياة القبلية العشائرية في مناطق شرق الفرات تفرض نفسها بقوة، إذ تشكل العشائر البنية الرئيسية للمجتمع في تلك المناطق.

وتشكل القبائل العربية الانتشار الأوسع في جميع مناطق شرق الفرات بين الحدود العراقية جنوبًا والحدود التركية شمالا، في حين أصبحت المدن الرئيسية ومراكز التجمعات البشرية التي ظهرت في الحقبة الفرنسية بؤرًا استيطانية لخليط من مختلف الأديان والمجموعات السكانية في المنطقة.

نستعرض في هذا التقرير إحدى أكبر العشائر العربية في شرق الفرات، وتحديدا ريف دير الزور الشرقي ومناطق توزعها الرئيسية، وفي هذا السياق التقت كاميرا صحيفتنا مع معمر من الريف الشرقي، يدعى عبيد المحمد الذي تحدث قائلا “تعتبر قبيلة العقيدات من أكبر وأهم القبائل في منطقة شرق الفرات، وهي الأكبر في محافظة دير الزور، وتنتشر في جميع أرجاء دير الزور وصولا إلى البوكمال”.

ويضيف “لعبت القبيلة أدوارًا عسكرية وسياسية مختلفة، كما تعرض الكثير من أبناء دير الزور لمذابح على يد داعش التي حاولت كسر شوكتهم، وقد تعرضت القبيلة لشتى أنواع التهجير على يد تنظيم داعش الإرهابي، كما تعد عشيرة الشعيطات إحدى أبرز عشائر العقيدات التي قاتلت التنظيم، والذي كان قد ارتكب بحقها مجازر شنيعة، ويصل عدد أبناء قبيلة الشعيطات إلى 120 ألف نسمة في قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج”.

ويتابع “أما في منطقة البحرة المحاذية لبلدات وقرى الشعيطات فينتشر خليط متعايش من عدة عشائر، وهذا الخليط متجانس ومتكامل يعيش حياة هادئة ومسالمة، وهم جزء لا يستهان به من عشيرة الدميم ومن عشيرة الأذار، وهي بجميعها تنتمي إلى قبيلة العقيدات، كما توجد علاقات نسب تربطهم ببعض ومع العشائر المجاورة لهم”.

ويردف “في هجين تنشر عشيرة البوحردان التي تنتمي إلى قبيلة العبيد، ويكون تركز هذه القبيلة وثقلها في العراق، أما عشيرة العبيد جاءوا قبل الاحتلال العثماني، وهم يشكلون السكان الأساسيين لمدينة هجين، ويمتاز سكان هذه المنطقة أنهم مسالمين، ويصل تعدادهم الى ما يقارب 100 ألف نسمة”.

ويكمل الحديث قائلا “أما منطقة أبو الخاطر المحاذية لهجين فيوجد عشيرة البوخاطر التي تنتمي إلى قبيلة طيء العربية ويكون الثقل الأساسي لهذه القبيلة في الحسكة والقامشلي، وسميت القرية التي سكنوها نسبة إليهم، وعشيرة البكعان التي تنتشر بمحاذاتهم، وهم أيضا ينتمون إلى قبيلة العبيد العربية، والبكعان من القرى المتحضرة، والتي يوجد بها صحوة ثقافية وتعليمية، ومنهم من يقيم في حلب ودمشق والبوكمال، ونسبة 30 بالمئة منهم تقريبا يقيمون في دول الخليج إقامة شبه دائمة”.

ويوضح “في مدينة الشعفة يتواجد أبناء قبيلة البومريح الذين يتفرعون بدورهم إلى أكثر من فرع وأصل، ويعيش إلى جانهم في وادي الفرات في منطقة السوسة إلى الباغوز خليط عشائري مميز مجانس ومتكامل من عشائر الحسون والمجاودة والمراشدة”.

تقرير/ علي الأسود