لكل السوريين

الإتاوة أو القتل.. تجار محافظة درعا بين خيارين

يعيش المواطنون في العديد من مدن وبلدات محافظة درعا تحت وطأة تهديدات مستمرة من قبل مجهولين بهدف ابتزازهم وفرض الإتاوات عليهم وتهديدهم بالقتل إذا لم يدفعوا هذه الإتاوات.

وتتزايد هذه التهديدات في ظل حالة الفلتان الأمني التي تشهدها المحافظة، وتراخي الجهات الأمنية والشخصيات الاجتماعية الفاعلة في التصدي لهذه الظاهرة، وامتناع الضحايا عن التقدم بالشكوى إلى الجهات المعنية خوفاً من انتقام العصابات، أو قناعة منهم بعدم الجدوى من هذه الشكاوى التي تبقى غالباً في الأدراج.

كما تتزايد عمليات السرقة والتشليح على الطريق بين اليادودة ومساكن جلين بريف المحافظة الغربي، حيث تكثر العصابات التي تمارس عملها في وضح النهار أحياناً، دون وجود محاولات جدية للتصدي لها من قبل القوات المنتشرة في هذه المنطقة أو من الفصائل المحلية المسلحة التي تتبع للجنة المركزية في ريف درعا الغربي.

وقد تسببت الأوضاع المعيشية المتردية، وفوضى السلاح في المحافظة بتفاقم هذه الظاهرة.

الإتاوة أو القتل

يقوم مجهولون في بعض مناطق درعا بوضع إشعارات على المحال التجارية والممتلكات الخاصة، تتضمن طلب إتاوات من أصحابها، وتهدد بالقتل في حال عدم دفع الإتاوة المطلوبة.

وذكرت مصادر محلية من بلدة تل شهاب بالريف الغربي من المحافظة قيام مجهولين بوضع أوراق على بعض المحال التجارية، وإرسال رسائل لأصحاب الأراضي الزراعية، والآليات الثقيلة عبر هواتف بأرقام أجنبية، تطالبهم فيها بدفع مبالغ مالية وتهددهم بقتل أحد افراد عائلاتهم إذا لم يدفعوا هذه المبالغ، مما أسفر عن قلق أصحاب المحلات التجارية والعقارات، وعن حالة من التوتر والغضب الشعبي في البلدة.

وفي مدينة داعل وسط المحافظة، تلقى العديد من أصحاب رؤوس الأموال تهديدات مماثلة عبر هواتفهم المحمولة، ودفع الكثيرون منهم الإتاوات المطلوبة خوفاً من القتل.

كما وقعت حوادث مشابهة في العديد من مدن وبلدات المحافظة، وخاصة في ريفها الغربي.

سرقة وتشليح

تزايدت عمليات السرقة والتشليح في الريف الغربي من المحافظة، حيث قتل مواطن ينحدر من قرية الفوار غربي بلدة تل شهاب متأثراً بالجراح التي أُصيب بها قبل أيام، حيث اعترضته عصابة تشليح عند سكة القطار على مدخل قرية خراب الشحم وأطلقت عليه النار بعد أن استولت على دراجته النارية.

وفي بلدة اليادودة على طريق المزيريب، أوقف مسلحون ملثمون أحد شباب البلدة وسلبوا ما يحمل من أموال وأطلقوا النار على قدميه ولاذوا بالفرار.

وفي ذات المنطقة تعرّض مواطن للتشليح على الطريق بين بلدتي اليادودة وطفس، حيث قطع مسلحون ملثمون الطريق عليه وأخذوا سيارته وهاتفين ومليوني ليرة سورية كانت بحوزته.

كما أوقفت عصابة مسلحة أحد أبناء بلدة تسيل على الطريق الواصل بين المزيريب ومساكن جلين، واستولوا على دراجته النارية وهاتفه المحمول وكل ما كان معه من أموال.