لكل السوريين

حول مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية

بقلم/ اـ ن

أطلقت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مبادرة، لحل الأزمة السورية المتفاقمة منذ 12 عاما، من أجل التوصل إلى حل سلمي وديمقراطي ينهي معاناة الملايين من أبناء الشعب السوري. ودعت حكومة دمشق إلى إظهار موقف مسؤول.

وأدلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بتاريخ 18\4\2023ببيان للرأي العام، أكدت فيه على وحدة الأراضي السورية، وأنه لا يمكن حل المشاكل التي تعيشها سوريا إلا في إطار وحدة البلاد، وأكدت استعدادها للقاء حكومة دمشق والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية.

قرئ البيان من قبل الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عبد حامد المهباش، أمام مبنى المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، في مدينة الرقة.

جاء توقيت المبادرة مواكبا لما يشهد الملف السوري من تحركات دبلوماسية في الآونة الأخيرة، بين حكومة دمشق والدول العربية لحل الأزمة السورية، ولان الإدارة الذاتية تمثل قسما كبيرا من السوريين، ولا يجوز ولا يصح استبعادها، لذلك طرحت الإدارة الذاتية مبادرة لحل الأزمة، حيث أن المبادرة هي بمثابة دعوة لكل الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار دون استثناء، ورسالة موجهة إلى الأمم المتحدة والدول الفاعلة في الملف السوري والدول العربية لإيجاد مخرج للأزمة السورية.

على الرغم من احتياج السوريين للحل السياسي القادم حتما، فإن المبادرة لم تعر انتباها كامل الاهمية للمتغيرات الإقليمية المتسارعة، والتهيئة الجدية لنظام أمنى إقليمي جديد، مما يفترض حلا سياسيا للازمة السورية، يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المناطق السورية المتنوعة، واعتماد اللامركزية الإدارية الموسعة، بلا خصوصية سياسية لها، فالحل الوحيد لحل الخلافات، يمر عبر الحوار المفعم بالمرونة السياسية ، بعيدا عن الأطراف الخارجية، وتؤكد المبادرة على ضرورة الاعتراف بخصوصية سائر المكونات السورية وحقوقها، والتي كان تجاهلها أحد أسباب الأزمة السورية ، فلكل مكون خصوصياته وحقه في المواطنة والمساواة.

ان المبادرة هي دعسة ناقصة لكن في توقيتها هي داعمة للمبادرة العربية من اجل حل سياسي للأزمة من دون مشاركة أجنبية إقليمية أو دولية، ولا تتعارض مع حتمية التوصل لحل سياسي داخل سورية، فالأزمة مستمرة ولا تزال موجودة، ويجب اعتماد لغة الحوار بدلا من الحروب للوصول الى حل سلمي للأزمة.

المبادرة تهدف لتأسيس واقع جديد في سورية، لذلك وجهت الإدارة الذاتية مبادرتها لحل الأزمة السورية إلى أطراف دولية، كالجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والقوى الديمقراطية وحكومة دمشق، وأنه تم التأكيد على أن يكون الحل سوريا وعلى الأرض السورية وبمباركة دولية.

عالميا وإقليميا المرحلة المتغيرة، وهي مرحلة تغير وانتقال إلى نظام مهيمن متعدد الأقطاب، وان هذه المتغيرات بالتأكيد ستؤثر على سورية وأزمتها.

فالمبادرة طرحت كحل لآفاق الأزمة السورية، وكإخراج جديد للقرار الأممي 2254 وهي مشروع متكامل وحل للأزمة من كافة الجوانب، ولا يتعارض مع القرار الأممي، وهادفة الى حكم ديمقراطي لا مركزي لسورية وداعية الى وقف العمليات العسكرية ومحاربة الإرهاب، وستوفر جواب للسوريين وأزمتهم.