لكل السوريين

مع بداية العام الدراسي الجديد.. ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية الكبير يحرم أسر درعا الفقيرة من شرائها

درعا/ محمد الصالح

لا يعرف معظم أهالي محافظة درعا كيف سيتمكنون من توفير المستلزمات المدرسية لأبنائهم مع بداية العام الدراسي في ظل ارتفاع أسعارها غير المسبوق، وتدهور الوضع الاقتصادي المستمر الذي أفقد الأسر الفقيرة القدرة على شراء هذه المستلزمات، وربما يتسبب بحرمان أبنائهم من الاستمرار في دراستهم، حيث لا يكفي دخل هذه الأسر لشراء المواد الأساسية الضرورية لحياتها بعد ارتفاع الأسعار الجنوني الذي يعصف بالمحافظة والمحافظات السورية الأخرى.

وحسب مصادر من مدن وبلدات المحافظة تبدأ أسعار الحقائب المدرسية من خمسين ألف ليرة سورية، وتصل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف هذا السعر غالباً، وتتجاوز أسعار الدفاتر سبعة آلاف ليرة حسب صناعتها وعدد أوراقها وشكلها الخارجي.

وتفوق هذه الأسعار ومثيلاتها، قدرة غالبية الأهالي المالية مما يوقعهم في أزمة عدم قدرتهم على تأمين متطلبات أبنائهم مع حرصهم على استمرار تعليمهم، بعد تدهور قدرتهم الشرائية وندرة وجود فرص العمل الإضافي، ومحدودية دخله في حال وجوده.

غلاء وتفاوت في الأسعار

إضافة إلى الغلاء الفاحش في أسعارها، يشكو أهالي درعا من التفاوت بأسعار القرطاسية والمستلزمات المدرسة الأخرى، حيث تختلف هذه الأسعار من مكان إلى آخر في ظل غياب الرقابة الحكومية على تسعيرة هذه المستلزمات والتحقق من جودتها.

وتقول سيدة من ريف المحافظة الغربي وهي أم لثلاثة أطفال في مرحلة التعليم الأساسي إنها لن تتمكن من شراء احتياجاتهم من الحقائب والأدوات الدراسية في ظل هذا الارتفاع المستمر.

في حين يدافع التجار عن الارتفاع الهائل لأسعار اللوازم المدرسية ويرفصون اتهامهم باستغلال حاجات الناس لزيادة أرباحهم.

ويقول صاحب مكتبة تبيع أدوات مدرسية في مدينة درعا، إن ارتفاع تكاليف الإنتاج وأجور العمال وإيجارات المحلات التجارية، أدت إلى ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، ويشير إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات الأخير ضاعف أسعارها.

في حين يقول صاحب مكتبة آخر إن الأسعار لدى تجار الجملة ترتبط بسعر الدولار الأمريكي، بما يؤثر بشكل كبير على استقرارها، ويحبر أصحاب المكتبات على رفع أسعارهم بين حين وآخر ويؤدي ذلك إلى تفاوت الأسعار في الأسواق.

استخدام الأدوات القديمة

تقول سيدة من ريف درعا الشمالي “لقد وصل ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية إلى حد لا يطاق، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي نعاني منها، فكل طالب في المدرسة يحتاج بين لباس وحذاء وحقيبة وقرطاسية قرابة الـ 400 ألف ليرة سورية، وزوجي عامل باليومية، ومردود عمله بالكاد يكفي لتوفير الطعام”.

وتتابع قائلة “لذلك لم أجد أمامي أي حل سوى إصلاح كل ما هو قديم من ملابس وأحذية وحقائب، بعد أن حصلت عليها من أحد أقربائي، وقمت بوضع بعض الرسومات عليها لتجميلها بأعين أطفالي”.

وأشارت السيدة وهي أم لأربعة أطفال في مرحلة التعليم الأساسي، إلى أنها وفرت بذلك مبلغاً كبيراً من المال قد يمكّنها من شراء الدفاتر والأقلام اللازمة لهم.