اللاذقية/ سلاف العلي
لم تتم إعادة تأهيل خطي الجر الأول والثاني بشكل كامل بعد الحادث الطارئ الذي وقع صباح الأحد 29 حزيران 2025 قرب نبع السن في ريف اللاذقية، والذي تسبب بانفجار عدد من الصواريخ داخل موقع عسكري سابق، مما أدى إلى اندلاع حريق وأضرار جسيمة في خطوط نقل المياه، وتوقف ضخ المياه عن عدة مناطق في المحافظة.
وأشارت المؤسسة العامة لمياه الشرب في اللاذقية إلى وجود صعوبات طبيعية كبيرة، تتعلق بوعورة الطرق وقساوتها في المنطقة التي تعرضت للحادث، تعيق جهود إعادة تشغيل الخطين بعد محاولة إصلاح الأضرار الناجمة عن الانفجار. وبالرغم من هذه التحديات، بدأت فرق المؤسسة بالتنسيق مع كوادر الموارد المائية استئناف ضخ المياه تدريجياً باتجاه الأحياء الجنوبية لمدينة اللاذقية، مع متابعة دقيقة لضمان استقرار ضغط المياه ووصولها لجميع المشتركين.
ودعت المؤسسة الأهالي إلى الاستمرار في ترشيد استهلاك المياه خلال الساعات والأيام القادمة، بهدف تسريع وصول المياه إلى أكبر عدد ممكن من السكان، حتى تستقر عملية الضخ بشكل كامل.
كما أكدت المؤسسة أن العديد من خطوط جر المياه تعرضت في السابق للتخريب، والصدأ، وسرقة أجزاء كثيرة منها، بالإضافة إلى تجاوزات عدة في الضواحي والمناطق الحديثة، فضلاً عن القرى والمساكن التي كانت منقطعة أصلاً عن شبكات جر المياه العامة، والتي لم تُعاد حتى الآن إلى الخدمة، رغم تخصيص مبالغ مالية كبيرة لأعمال الصيانة والإصلاح منذ أيام الإدارات السابقة في مؤسسات النظام السابق.
وفي تصريح قالت انتصار العامر، المهندسة في مؤسسة مياه اللاذقية: “إن انفجار عدد من الصواريخ القديمة وغير الفعالة داخل موقع عسكري سابق تابع للنظام الساقط بالقرب من نبع السن أدى إلى حريق تسبب في أضرار مادية كبيرة على خطي الجر الأول والثاني، ما أدى إلى توقف ضخ المياه عليهما”. وأوضحت أن ذلك تسبب بتوقف ضخ المياه عن عدد من قساطل المياه في المنطقة الجنوبية من مدينة اللاذقية، بالإضافة إلى مناطق أخرى واسعة.
وأضافت أن المناطق المتأثرة بالانقطاع تشمل: المنطقة الجنوبية وأحياء الشيخ ضاهر، المار تقلا، الأشرفية، الأمريكان، حي السجن، القاروس، المشروع السابع، حي قنينص، مشروع “ب”، بسنادا، الحمام، الزراعة، الرمل الشمالي والجنوبي، منطقة الجامعة، والسكن الجامعي. وأكدت أن فرق المؤسسة تتابع التنسيق مع الجهات المعنية للكشف عن الأضرار والبدء بأعمال الإصلاح بالسرعة الممكنة.
ولا تزال المياه مقطوعة بشكل كامل عن أجزاء كبيرة من منازل المحافظة والريف، بينما تتلقى بعض أحياء المدينة مياهاً لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات خلال 24 ساعة، ولكن بشكل غير مستمر، إذ تتقطع المياه أحياناً. وفي مناطق الضواحي والأرياف البعيدة عن مركز المدينة، لا تصل مياه الشرب منذ يوم الحادث وحتى الآن.
ونظراً لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال هذه الفترة، اضطر العديد من الأهالي لشراء المياه للشرب، والطبخ، والغسيل، حيث تعاونت أسر عدة على شراء صهاريج مياه تتكون من 15 برميلاً كبيراً بسعر يتراوح بين 100 ألف و125 ألف ليرة سورية، وتعبأ المياه في هذه الصهاريج من ينابيع جبلية في ريف اللاذقية، إلا أن هذه المياه غير مضمونة من حيث عدم التلوث أو سلامتها الصحية، خصوصاً بالنسبة للأطفال. وعلى الرغم من التحذيرات الصحية المتكررة، يلجأ الأهالي إلى شراء هذه المياه بدافع الضرورة والاحتياج الماسة لمياه الشرب والطهي والتنظيف.