تشهد المنطقة الواقعة على ضفاف بحيرة الفرات جهوداً مكثفة لحماية المواقع الأثرية التي بدأت بالظهور نتيجة انخفاض منسوب المياه، في ظل استمرار السياسات التركية التي تقلص وارد مياه نهر الفرات إلى سوريا.
وبالتنسيق بين هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وهيئة الثقافة في الطبقة، وُضعت آلية عمل مشتركة لتوثيق وتسجيل المواقع الأثرية المكتشفة مؤخراً في الريف الغربي للمنطقة.
وتشمل الآلية تنفيذ خطة ميدانية عبر فرق مختصة لتحديد مواقع الآثار الظاهرة، وتوثيقها ورفع بيانات دقيقة حول السويات والمكتشفات الأثرية، بغية حمايتها من التخريب والاندثار.
وأنهى فريق المسح الأثري المرحلة الأولى من عمله في موقعي بالس وإيمار، ويستعد لإطلاق مرحلة التوثيق واستكمال مسح ضفاف البحيرة باستخدام الزوارق، ويضم الفريق عشرة أعضاء من هيئات الثقافة ومختصين من الرقة والطبقة،
وبدأ العمل في 28 حزيران ضمن خطة من مرحلتين، شملت أولاهما المسح والكشف البصري، حيث تم توثيق عدة حالات حفر سري في موقع بالس، تم التعامل معها بردم الحفر والتنسيق مع الجهات المختصة.
وقال الرئيس المشترك لمديرية السياحة وحماية الآثار محمد الجبل إن المرحلة الثانية ستبدأ خلال الأيام المقبلة، وتشمل عمليات توثيق تمتد من مسكنة حتى الطبقة.
من جهته، أكد الرئيس المشترك لهيئة الثقافة علي العلايا أن حوض الفرات يشهد حالياً انكشاف سويات أثرية جديدة، خاصة في المناطق المحررة حديثاً مثل الدبسي ومسكنة، مرجحاً أن تظهر مقابر ومكتشفات أخرى مع استمرار تراجع المياه، وأضاف أن العمل جارٍ على توثيق كامل الضفة الغربية للنهر، مع مشاريع مماثلة مرتقبة في منطقة الجرنية.
وأشار العلايا، إلى استمرار الاجتماعات وأعمال التوثيق، معرباً عن أمله بأن تسهم هذه الجهود في دعم عمل المجلس الأعلى للآثار ومديرية الآثار، والحفاظ على التراث التاريخي لمنطقة الفرات.