لكل السوريين

يوم عالمي للمعلم.. وتعاسة للمعلمين!..

لطفي توفيق

يوم أمس…

وتحت شعار “المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل”.

احتفل العالم باليوم العالمي للمعلمين..

وبسبب جائحة كورونا، اقتصر الاحتفال هذا العام على طقوس وسائل التواصل الاجتماعي التي لازمت هذه الجائحة..

وتلاشى موضوع القيادة في أوقات الأزمات.. في عزّ الأزمات..

في يوم المعلم.. يحضرني قول من قال

إن المعلم كالشمعة التي تذوب لتمنح الآخرين النور..

وفي يوم المعلم.. يحضرني قول أمير الشعراء أحمد شوقي:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أَعَلِمتَ أَشرف أو أجل من الذي

يبني وينشئ أنفساً وعقولا

وفي يوم المعلم.. يحضرني بنصوع أشد..

ونغمة أقوى..

قول من عقّب على أمير الشعراء بقوله:

ويكاد يفلقني الأمير بقوله

كاد المعلم أن يكون رسولا

يامن يودّ الانتحار وجدته

أن المعلم لا يعيش طويلا

وسيان إن عاش طويلا.. أو لم يفعل..

فهو قدره..

في مجتمع يقدّر أي مُهرب صغير..

أضعاف ما يقدّر الذي.. يبني وينشئ أنفساً وعقولا

المعلم… هو الضمير في موسم التفتـح

وعرق المعلم… هو الأرض لحظة العطـاء

والمعلم.. الذي.. يبني وينشئ أنفساً وعقولا..

هو الذي يقضي جلّ وقته بعد خروجه من مدرسته..

بأي عمل..

أو بالبحث عن أي عمل..

يمكنّه من إبعاد شبح الجوع عن أطفاله..

وربما شراء دفتر.. لكل منهم.

والمعلم.. هو الذي يعطي عصارة فكره وجهده..

ولا ينتظر العطاء من أحد..

إلّا إذا كان العطاء هو القروش التي تقدم له آخر كل شهر

ولا تكاد تكفي لشراء حذاء له..

وآخر لولده.. واللباس المدرسي لابنته

وربطات خبز لأسرته على مدار أسبوع

في يوم المعلم….

لكل معلم.. وكل معلمة….

تحية بأجنحة من شغاف القلب….

ووردة سماوية العطر….

وسحابة حب تخفف من هجير القهر….

فقد يولد أمل من رحم اليباب..

وقد تنبت وردة على الأصابع التي أتلفها الطبشور..

وقد تمسح بسمة حب وامتنان من تلميذ مهذب..

كل تجاعيد الجباه التي أدمنتها

في يوم المعلم..

وردة لكل معلم.. وكل معلمة..

وورود.. لكل معلم.. وكل معلمة..

في كل يوم.