طرطوس/ أ ـ ن
حصين البحر بلدة تتبع ناحية السودا في محافظة طرطوس، تقع في أدنى السفوح الغربية لجبال الساحل، وتمتد من السهل إلى الهضاب الجبلية، حيث تقع القرية على هضبة ترتفع بحدود 250 مترا وتوجد فيها عدة هضاب متجاورة مطلة على البحر، وتقع على المصطبة الساحلية العليا التي قطعتها الأودية السيلية إلى مجموعة من الظهرات، فتشكلت بذلك عدة وديان تفصلها عن المناطق المجاورة وأصبحت القرية على شكل حصن مرتفع، تبعد عن البحر بحدود 3 كم وعن طرطوس حوالي 12 كم وعن بانياس حوالي 25 كم، وعدد السكان المقيمين في القرية حوالي تسعة آلاف.
وإن سبب تسميتها: حصين البحر، هو تربعها فوق عدة هضاب متجاورة فهو ما جعلها أشبه بحصن قريب من البحر نشأ قربه وعلا عنه مخففا من رطوبته التي يزداد تأثيرها صيفا، وهكذا كان سبب التسمية نسبة إلى الشبه مع الحصن.
في الجيولوجيا في الوديان التي تشرف عليها سبع عيون من الجنوب إلى الشرق عين الشرقية وعين بطال وعين العروس وعين محمود (جافة) وعين السفلي وعين الشوكة وعين الغارة، وبين عين العروس وعين بطال تقع عين المقيصبة، وفي السهل النبع الكبير والنبع الصغير وعين الزينة ووهي التي كانت تروي سهل القرية.
تضم القرية عدة عيادات طبية إضافة إلى بعض المهن الحرفية مثل الحدادة والخياطة والنجارة، ويوجد فيها نادي رياضي ومركز ثقافي. وفيها ثلاث معاصر زيت، ومحلات لتصنيع الخشب وأحجار البناء، ومركز بلدية.
يوجد في القرية مدارس للتعليم الأساسي والثانوي وهي تجاور قرى “متن الساحل”، “زمرين”، “السودا” و” دوير طه” وقرى صغيرة مثل “عبة” و” الرويسة “، ويعتبر الطريق المار في القرية رئيسيا، ويصل إلى منطقة “الشيخ بدر” و”حماه”.
عرفت “حصين البحر” بأنها قرية الكاتب المسرحي الراحل “سعد الله ونوس”، وفيها عدد من الفنانين والأدباء أمثال الروائي الكبير “حيدر حيدر”.
قسم كبير من الأراضي التي كانت مخصصة لفستق العبيد الذي كان محصولا رئيسيا إضافة إلى بعض بيارات الليمون والبرتقال في السهل تحول إلى الزراعة المحمية لأن مردودها أفضل، وبعض هذه الأراضي أصبحت تشهد حركة عمرانية.
المحصول الرئيسي فيها كان أشجار الزيتون الذي قل انتاجه كثيرا بسبب تأثير غبار معمل الإسمنت الذي يؤدي إلى أضرار في الأشجار، حيث يوجد هذا المعمل منذ أوائل الثمانينات، وإضافة إلى تأثيره على الأشجار له تأثير سلبي على الصحة العامة والمنطقة وهذا التأثير يمكن ملاحظته على أسطح المنازل من الكميات الكبيرة من غبار الإسمنت، وأن المعمل يقع على بعد 500 متر تقريبا، من قرية حصين البحر، 200 متر فقط من قرية “عبّة”، الأمر الذي أدى لتضرر تلك القرى بشكل واضح.
الموارد المعيشية في القرية محكومة بقربها من المحافظة وقلة الأراضي الزراعية فيها فان القسم الأكبر من أبناء القرية يعتمد على الوظائف في دوائر الدولة ومؤسساتها كما يعتمد البعض منهم على العمل التجاري والمهني، إضافة إلى نسبة قليلة تعتمد على الزراعة بسبب محدودية مساحة الأراضي والحيزات الزراعية.
يزرع سكانها أشجار الزيتون بعلا 229 هكتار، والحمضيات والفول السوداني والخضار الباكورية سقيا من الآبار ومن نبع بصيرة.