لكل السوريين

تحت مسمى “ذريعة شرف”.. جرائم القتل بحق النساء تزداد في شمال غربي سوريا

باتت ظاهرة قتل النساء تحت ذريعة “جرائم الشرف” مسوغاً لجرائم القتل الواضحة والصريحة وباتت حجة لتصفية الحسابات، في إدلب، في ظل العرف المجتمعي السائد وغياب القانون الرادع.

وفي الثاني عشر من حزيران/يونيو الماضي، فارقت تيماء السرحان (22 عاماً)، ووالدتها المقيمتين في مخيم إحساس الحدودي بريف إدلب شمال غربي سوريا، الحياة، بإطلاق النار عليهما بحجة “الشرف”.

ووقعت الجريمة عندما أقدم ابن عم الفتاة على إطلاق النار عليها وأمها، بعد أن نُشرت صورة من دون حجاب للشابة على “فيسبوك” قيل إنها “مسروقة”، وهو ما خوله الإقدام على قتلها.

وازدادت مؤخراً في إدلب، انتشار ظاهرة “جرائم الشرف”، والتي لا تحاسب عليها قوانين حكومة الإنقاذ “الذراع المدني لهيئة تحرير الشام”،(جبهة النصرة سابقا)، في المنطقة.

ولاقت رهف كنعان (17عاماً)، وهي نازحة تعيش في مخيم كللي شمال إدلب، مصير سابقتها، بعد أن أطلق عليها والدها المنتمي لهيئة تحرير الشام، النار في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، بعد محاولتها الخروج من الخيمة دون حجاب.

ووفقاً لناشطين فإن الفتاة كانت تعاني من مرض عصبي ونوبات كهربائية بالرأس.

وأشاروا إلى أنه قتلها جاء تحت ذريعة “الشرف”، فيما لم تُعرف الأسباب الحقيقة التي دفعت الأب للقيام بفعلته.

ومنذ بداية عام 2020 وحتى شهر شباط/ فبراير 2021، رصدت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” ما لا يقل عن 24 حادثة قتل في مناطق إدلب وريف حلب ودرعا والسويداء، راح ضحيتها 16 امرأة على يد أقرباء لهن بحجة “الشرف”.

وقُتلت 6 نساء أخريات لأسباب لم يتم الكشف عنها، حيث يُعتقد أنّ الدوافع الأساسية لها متعلقة بذات الذريعة.

وسجلت المنظمة وقوع خمس جرائم قتل بداعي “الشرف” في إدلب الخاضعة بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام، توزّعت في مدن وبلدات “سلقين وأطمة وكللي” وغيرها.

وفي ريف حلب الشمالي سجّلت المنظمة ما لا يقلّ عن سبع جرائم أخرى، ارتُكبت بدافع الشرف، في مناطق “إعزاز وعفرين وجرابلس والباب” وغيرها.

وتشمل الأرقام فقط الحالات التي استطاعت المنظمة الوصول إليها، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أنّ الفلتان الأمني وغياب سيادة القانون بالإضافة إلى انتشار السلاح، في ظل الموروثات الاجتماعية السائدة؛ أسباب أدت بطريقة أو أخرى إلى ازدياد معدل جرائم “الشرف” في المناطق السورية المختلفة.

وتقول مرشدة نفسية واجتماعية من مدينة إدلب، إن النساء في إدلب محاصرات من قبل المجتمع المحلي بحجة الحفاظ على الشرف.

وتشير المرشدة إلى أن من يقتل أخته أو ابنته أو زوجته إنما يفعل جريمته بتشجيع المجتمع “لغسل عاره”.

وتضيف: “هذا ما يعكس قيماً مجتمعية وعادات وتقاليد تحكم مجتمعنا وتكون بمثابة الشبح الذي يلاحق الأنثى في أدق حركاتها وألفاظها”.

وخلفت هذه العادات أضراراً كارثية على المرأة في إدلب، كان من بينها، حرمانها من حقها في التعليم والعمل وممارسة حياتها الطبيعية.

أما رويدة السعيد (28عاماً)، وهو اسم مستعار لمقيمة في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، فقد قُتلت على يد زوجها بعد أن طلبت الطلاق منه، ليعمد إلى قتلها بعدة طعنات في السكين.

وتقول والدة الشابة إن ابنتها كانت تنوي الطلاق من زوجها نتيجة تعنيفه وضربه المستمر لها.

وتشير إلى أنه قام بقتلها حين طلبت منه الانفصال، في حين ربط القاتل جريمته بداعي “الشرف”، وأن زوجته كانت على علاقة غير شرعية مع أحد الأشخاص.

نورث برس