لكل السوريين

نساء يفتتحن مشاريعهن الخاصة في حماة

حماة/ جمانة خالد  

تعمل أميرة (34عام) المقيمة في حماة ونازحة من ريف إدلب، في صنع المربيات والمكدوس وكافة أصناف المونة.

وتعمل المرأة ساعات طويلة في مشروع افتتحته مؤخرا برفقة صديقاتها بعد أن يأست من إيجاد فرصة عمل ملائمة تحقق من خلالها دخلا يغنيها وأطفالها عن الحاجة والعوز لأحد، وهو ما دفعها للبحث عن فرص بديلة لإعالة أطفالها الثلاثة، بعد أن فقدت زوجها خلال الحرب الدائرة في البلاد.

وتلجأ النساء في محافظة حماة، للبحث عن فرص عمل جديدة مع ارتفاع نسبة البطالة وقلة الأجور، حيث وجدن في افتتاح المشاريع الصغيرة فرص عمل ملائمة تغنيهن عن العمل الشاق وتضمن لهن دخلاً يساعدهن في تأمين مستلزماتهن الاقتصادية والمعيشية.

وبدأت مريم مشروعها مع بداية موسم الخضار والفواكه الصيفية، وهو عبارة عن مشروع ورشة صغيرة لصناعة المونة، من مربيات، ومكدوس وملوخية، وبيعها للتجار، إذ بات العديد من التجار يتوافدون إليها لكبس محاصيلهم وفرزها وتحضيرها للبيع والتصدير.

ويعملن النساء في “الورشة” على تنظيف الثمار أو الخضار ونشرها على الشمس لتنشيفها، وبعدها يدخل المنتج لفترة معينة بالماء المغلي المملح أو المحلى وطبخه، ثم توضع ثمار المونة في قوالب بلاستيكية وأكياس، ليصبح جاهزا للتسويق، وفقا لأميرة.

ودفعت ظروف الحرب القائمة وما رافقها من بطالة وقلة فرص العمل بالإضافة للحالة المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من النساء في محافظة حماة، بعض المعيلات لافتتاح مشاريع صغيرة في مجالات الصناعات البسيطة والتي لا تحتاج لرؤوس أموال كبيرة كـ “المؤنة المنزلية، والتين المجفف، الألبان والأجبان” والتي تكون في معظمها مشاريع ذاتية تعتمد على جهد العاملات وحرفيتهن.

وكانت سميرة محمد (35عاماً) وهي نازحة في حماة أيضاً، تتقاضى مبلغ 3000ليرة سورية يومياً في أحد معامل الألبان والأجبان، قبل أن تفتتح ورشتها الصناعية التي تنتج جميع مشتقات الحليب، لتعتمد بذلك على عملها في مشروعها الجديد في تحسين ظروفها المعيشية والاقتصادية.

تقول سمر إنها أتقنت هذه الحرفة بعد عمل استمر قرابة السنتين في صناعة الألبان والأجبان عند أرباب العمل، وهو ما دفعها لإطلاق مشروعها الجديد الذي بات يلقى إقبال جيد بعد قرابة شهرين فقط على افتتاحه.

تضيف الشابة أنها وجدت في مشروعها مردوداً يعينها على “قسوة الحياة” في تأمين مستلزماتها الأساسية والإنفاق على أولادها الذين عادوا إلى المدرسة بعد انقطاعهم عنها لأكثر من عامين، إضافة لكونها استطاعت من خلال هذا المشروع تأمين فرص عمل للعديد من النساء النازحات والمعيلات ممن تقطعت بهن السبل.

ويشيد بعض التجار في عمل الورشات الصغيرة، بأنها استطاعت إبعاد المنتجات ذات الجودة المنخفضة وأصبح مطلوبة بقوة من قبل المشترين، حتى أن عمل البعض يُطلب بالاسم.

وأكدت بعض التجمعات النسوية على ضرورة دعم مثل هذه المشاريع كونها تؤهل النساء في أن يكن عضوا فعال في المجتمع، ولكسر النظرة الدونية والنمطية التي ينظرها المجتمع المحلي في حماة للنساء العاملات على اعتبار أن المرأة لا تصلح سوى لتربية الأولاد والمنزل، إذ أن هذه المشاريع من شأنها أن تسهم في الحركة الاقتصادية والصناعية في محافظة حماة وسورية بشكل عام.