لكل السوريين

السويداء تغرق بالظلام ليلاً.. واللصوص يسرحون ويمرحون دون رادع

السويداء/ لطفي توفيق

تتحول مدينة السويداء بعد الساعة العاشرة ليلاً إلى ما يشبه مدينة الأشباح، فالحركة شبه معدومة والظلام الدامس يسود الشوارع مع انقطاع الكهرباء، وتصبح مرتعاً آمناً للصوص يمكّنهم من سرقة ما يريدون من المدارس والمحلات التجارية والمنازل والسيارات وخطوط الكهرباء دون خوف من الجهات الأمنية التي تكتفي بجمع التقارير عن المعارضين، وتسجيل بلاغات السرقة بعد تبلغها بوقوعها، وتدبيج محاضر بالحادثة غالباً ما تنتهي بالادعاء ضد مجهول.

واستفحلت ظاهرة السرقة بالمدينة في الآونة الأخيرة، حيث وقعت عمليات سرقة استهدفت سبع مدارس فيها خلال يوم واحد.

وقال مصدر من إحدى المدراس في حي القلعة بالمدينة إن اللصوص دخلوا إلى المدرسة عبر إحدى النوافذ، وسرقوا معدات المخبر والحواسيب وغرفة الإدارة، وعبثوا بكافة محتوياتها.

وفي نفس اليوم تعرضت ست مدارس أخرى ونهب اللصوص أجهزة الحواسيب وكافة الأجهزة الالكترونية المتواجدة فيها.

سرقات بلا روادع

أصبحت معدّلات السرقة في السويداء مثيرة للقلق، بحيث لم يسبق أن شهدت المدينة هذا العدد من السرقات خلال بضعة أيام، ولم تتوقف السرقات عند المدارس فقط، بل طالت المحلات التجارية والبيوت والسيارات وخطوط الكهرباء المغذية لآبار المياه وأبراج الاتصالات.

ويستغل اللصوص الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي في ساعات الليل، لينفذوا جرائمهم في الظلام، بينما تكتفي الجهات الأمنية بتسجيل بلاغات السرقة، فلا تسيّر دوريات للمراقبة، ولا تبذل أي جهد في تعقّب اللصوص.

ولا يقوم المجتمع المحلي بخطوات قادرة على الحد من هذه الظاهرة، وبينما ينشر البعض الصور التي ترصدها كاميرات المراقبة للصوص أثناء عمليات السرقة، على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبر ذلك رادعاً اجتماعياً من خلال فضح اللصوص وردعهم عن القيام بسرقات جديدة، يرى الكثيرون أن هذا الرادع لا يكفي لوضع حد للسرقات أو التقليل منها في ظل غياب دور الدولة وتقاعسها في التصدي لهذه الظاهرة.

وبدأت ترتفع أصوات تطالب بدور أهلي أكثر فاعلية لحماية الممتلكات العامة والخاصة.

السرقات مستمرة

شهدت مدينة السويداء خلال الشهر الماضي عدة حوادث سرقة استهدفت ممتلكات عامة، حيث نهب لصوص خطوط الكهرباء المغذية لسبعة آبار للمياه في المدينة، وتعرّض مقر الجامعة الافتراضية فيها لعملية سرقة أدت إلى تعليق عملها وألحق الضرر بالمئات من طلابها.

كما حدثت عدة سرقات للممتلكات الخاصة في البيوت والمحال التجارية، وكانت السرقة الأكبر في منزل بمدينة السويداء دخله اللصوص في وقت متأخر من الليل، وسرقوا مبلغاً مالياً يقدر بحوالي مائة وخمسين مليون ليرة سورية، معظمها أسعار أدوية لتجار في دمشق، كما سرقوا سيارة خاصة وجدوا مفتاحها في المنزل.

وتعرضت ثلاثة محلات تجارية للسرقة، بينها محل جوالات عند الشارع المحوري وسط المدينة، وقُدرت خسائره بحدود عشرين مليون ليرة سورية.

وقال مصدر أمني إن بلاغات السرقة التي تسجل لديهم تزايدت منذ مطلع الشهر، ودعا إلى تعاون الأهالي للحد من السرقات.