لكل السوريين

رغم الصعوبات.. دار المرأة في الطبقة تواصل جهودها للقضاء على العنف ضد المرأة

تعمل نساء الطبقة في دار المرأة على مجابهة العنف الذي لا يزال يعتبر العائق الذي يعيق طريق مسيرها، لتجد المرأة السورية نفسها ضحية لنتائجٍ عائدة إلى العادات والتقاليد الموروثة.

وتعد دار المرأة في منطقة الطبقة جهة تحض على رفع الروح المعنوية والنفسية نتيجة الضغوط الاجتماعية، كما تعترض حالات العنف التي تطبق على المرأة السورية، وتقلل من تعرضها لأساليب العنف الناتجة عن تراكمات المجتمع، وتشجعها على تخطي ما لحق بها من أضرار جسدية ونفسية لرد الحقوق لها.

في حين يقر دار المرأة بتعدد حالات العنف المطبق على النساء من قبل الرجال خاصة، إلا أن خوفها من تأثيرات العادات الاجتماعية يؤثر على امتلاكها لحقوقها ويجعلها راضية بوضعها وحياتها، بينما تشكل دار المرأة السند الأساسي لها للتخفيف من أثر العنف، وتقديم الحماية لها، بل وتمنحها دافعا معنويا كبيرا.

وللاطلاع على تأثيرات الخوف الاجتماعي وظهور حالات العنف الشائعة التي تطبق على المرأة وإنتاج ظواهر التفكك الأسري الذي يحدث نتيجة تلك التصرفات واجراءات الحد من ممارسة العنف ضد المرأة وتأثير قلة الوعي الذي يؤدي إلى ضعف التفاهم بين الزوجين وكما يدعم دار المرأة إيقاف حالات العنف التي يطبق عليها،

ولمعرفة تأثيرات الخوف الاجتماعي وبعض من حالات العنف الشائعة، أجرت صحيفة السوري اللقاء التالي في دار المرأة، مع كوثر الأحم، العضو في لجنة الصلح، التي أكدت بدورها أن العنف ليس غريبا على المجتمع السوري، بل على العكس فقد ترسخ بشكل كبير لا سيما أثناء تواجد التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

أسباب العنف

وأكدت كوثر أن المرأة تمتلك بنية جسدية ضعيفة وأن طبيعتها هادئة وهذا أبرز ما يولد لديها الخوف وبقائها منعزلة عن محيطها الاجتماعي أو مطالبتها بأبسط حقوقها في التعليم والعمل، في حين يظهر العديد من حالات العنف الشائعة ضد المرأة نتيجة للوضع الاجتماعي التي تعود للعادات والتقاليد وتقييد المرأة بانعكاسات الوضع الاقتصادي السيء وعدم توفر فرص العمل الكافية.

دور دار المرأة

وعن دور دار المرأة في مجابهة تلك الصعوبات، قالت “يأتي دور دار المرأة في مساعدة النساء والوقوف معهن لحين تخطي ذلك، ناهيك عن حالات العصبية والتسرع التي يتعرض لها كلا الزوجين نتيجة الوضع الاجتماعي وظروف العمل الصعبة التي تولد في بعض الأوقات التعب والإرهاق، وعدم التنازل عن المواقف واعتبارها استفزازية ما يولد الخوف لدى المرأة”.

الاستسلام للعادات ينتج انهيار التكوين الأسري

كوثر، لفتت إلى أن قلق المرأة وتخوفها من العادات المجتمعية يجعلها ضحية للعنف في ظل مجتمع ذكوري سلطوي، مشيرة إلى أن استمرار المرأة في استسلامها للعادات المجتمعية الممتدة منذ قديم الزمان ستؤدي إلى انهيار التكوين الأسري، وبالتالي يؤدي إلى تفكك المجتمع.

وأشارت إلى أن الضغط النفسي على المرأة سيؤدي إلى انفصام في شخصيتها، ويلعب دورا كبيرا في تأجيج الخلاف أكثر، وربما تتطور الحالة لظهور الغضب، مما يدفع بالرجل وزوجته إلى شجار يمتد إلى خلاف بين عائلتيهما، أو في أغلب الأحيان إلى الطلاق.

ونوهت كوثر إلى أن العادات السائدة، ولا سيما في تدخل الأقارب أو الجيران بين الرجل وزوجته في أغلب الأحيان تؤدي إلى تأجيج المشاكل، وهذه علة يعانيها المجتمع السوري في غالبه، تؤدي في نهاية المطاف إلى ردود فعل متسرعة من الطرفين، مشيرة إلى أنه إذا استمرت الحالة هذه فإن المجتمع السوري سيتفكك.

قوة الشخصية تحد من القيود الاجتماعية

وعبرت كوثر عن وجوب تمتع المرأة بقوة الشخصية للحد من حالات العنف ضدها وضرورة تخليها عن حالة الخوف والضعف التي تجعلها دوماً محط للانتقاد والاستسلام للقيود الاجتماعية، في حين أنه انخفضت حالات العنف إلى الحدود الدنيا نتيجة التوعية والندوات من خلال نشر الفكر الإيجابي والوعي والتوجه نحو الحلول التي تقدمها دار المرأة بالتعاون مع الأطراف المعنية.

صعوبات يجب تخطيها

وتابعت كوثر حديثها بالقول “هناك صعوبات تواجه دار المرأة لإيقاف العنف نتيجة القيود الاجتماعية، ومن أبرزها خوف المرأة من الفضيحة ووقوعها في القيل والقال وقلة الوعي بين الطرفين لصغر سن الزوجين وقلة الخبرة الحياتية عند الزوج والزوجة وسماع كلام الزوج لأمه أو سماع الزوجة لمشورة أمها وتدخلها في حياتها، وأيضاً عدم تقبل ما يمليه الزوج من آراء وأفكار الحوار والمناقشة لضرورة فرض سيطرته في الأسرة، وهذه صعوبات تعيق عمل دار المرأة”.