لكل السوريين

محافظة السويداء… مبادرة أهلية لنقل الطلاب إلى مراكز امتحاناتهم وسيارات الإسعاف بحاجة لإسعاف

تقرير/ لطفي توفيق 

تشهد محافظة السويداء أزمة مواصلات غير مسبوقة، في ظل ارتفاع أجور النقل، وتوقف الكثير من وسائله عن العمل، بسبب أزمة الوقود التي تتصاعد كلما تقلصت مخصصات المحافظة من المحروقات.

وفي ظل هذه الأزمة، شهدت معظم قرى وبلدات محافظة السويداء مبادرات خيرية لتوفير النقل لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، من وإلى مراكز امتحاناتهم.

وقامت الجمعيات الخيرية والفعاليات الاجتماعية بتوفير النقل لهم خلال فترة الامتحانات مجاناً. وساهم مغتربون من المحافظة بهذه المبادرات التي تهدف إلى تخفيف بعض الأعباء على الطلاب وذويهم، في العشرات القرى والبلدات.

وذكر مصدر محلي في قرية “سليم” شمالي للسويداء، أن الجمعية الخيرية في القرية خصصت حافلة لنقل الطلاب إلى مراكز الامتحانات في مدينة السويداء، ودفعت كامل تكاليفها، بغية تشجيع العملية التعليمية ومساعدة الأهالي ولو بجزء يسير من همومهم المادية.

كما ذكر مصدر أخر من قرية “سالة” بالريف الشرقي للسويداء أن الجمعية الخيرية وصندوق التنمية ومال الوقف والبلدية، ساهموا بتخصيص حافلتين لنقل الطلاب مجاناً إلى مراكزهم الامتحانية في مدينة السويداء.

وكانت المحافظة قد شهدت مجموعة مبادرات متنوعة لتشجيع العملية التعليمية فيها، إضافة إلى مبادرات أخرى اعتاد عليها أهالي المحافظة في مجال التكافل الاجتماعي والمساندة المتبادلة، في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد.

سيارات الإسعاف بحاجة لإسعاف

لم يقتصر أثر أزمة الوقود وتقليص مخصصات المحافظة من المحروقات وأزمة المواصلات الناجمة عنها، على طلاب المدارس والجامعات، والموظفين الذين يضطرون للتنقل يومياً فقط، بل تجاوزها ليصل إلى سيارات الإسعاف التي يمنعها نقص الوقود من الوصول للمرضى في السويداء، وخاصة في أواخر كل شهر، حيث تتكرر شكاوى المواطنين من عجز سيارات الإسعاف عن تلبية احتياجهم بنقل المرضى إلى المستشفى، بحجة عدم توافر الوقود.

حيث طلب مريض من قرية “طربا” بريف السويداء الشرقي، إسعافه إلى المستشفى الوطني في السويداء، فقام قسم الطوارئ بإرسال سيارة إسعاف، وبعد نقل المريض إليها، قال سائقها إن الوقود في السيارة لا يكفي لوصولها إلى  المستشفى، وطلب من الأهالي تزويده بالوقود ليسعف المريض.

وفي حادثة سابقة أكد أحد المواطنين من ريف السويداء الغربي، رفض قسم الطوارئ إرسال سيارة إسعاف لقريبته المريضة ، مبرراً ذلك بعدم توافر الوقود.

زيادة الضغط وشح الوقود

أكد مصدر مسؤول في المستشفى الوطني بالسويداء أن قطاع الصحة يعاني من قلة مخصصات وقود سيارات الإسعاف، وزيادة الضغط عليه بسبب جائحة كورونا، وتعطل جهاز الطبقي المحوري في المستشفى الوطني ما تسبب بنقل بعض المرضى لمستشفى مدينة صلخد.

وأشار المصدر إلى أن منظومة الإسعاف سجلت حركة شهرية قدرها 1200 حالة إسعاف، فيما لا تكفي المخصصات الحكومية الشهرية من الوقود لمواجهة ضغط العمل، وخاصة في الأيام الأخيرة من كل شهر.