لكل السوريين

الزلزال يكشف عيوب الملاجئ المفقودة وسط البلاد

عاش سكان وسط سوريا والمناطق المحيطة بها ساعات مرعبة إثر ارتدادات الزلزال الذي ضرب تركيا فجر يوم الاثنين وكان مركزه غازي عينتاب بقوة 7.6 على مقياس ريختر، رغم أن المنطقة الأقل تضرراً مقارنة بحلب وطرطوس واللاذقية وشمال غرب البلاد.

في حماة وحمص، كانت الأضرار متفاوتة بين منطقة وأخرى، حيث انحصرت بالممتلكات، وبعض التصدعات بالجدران في أغلب المنازل التي تزيد عن الطابق الرابع، وبعض الهدم  في حماة وهي المنطقة الأكثر تضرراً من حمص.

وهرع السكان إلى الشوارع في المناطق المذكورة ومنهم نام في الحدائق أو الأقبية وفقاً للسكان، بينما بقي آخرون في الشوارع بانتظار انتهاء الهزات ليعودوا إلى منازلهم  رغم الأمطار والبرد الشديد حيث تتعرض البلاد لمنخفض قطبي حاد وسط شح بمصادر التدفئة، وغياب التيار الكهربائي عن أغلب  المناطق منذ الفجر.

المشكلة التي أكدها أغلب السكان هي عدم وجود أي ملجأ مخصص من قبل الحكومة لمثل هذه الكوارث، إضافة إلى بيع أو تأجير الأقبية في المباني التي من المفترض أن تكون ملاجئ لكنها تحولت لمنازل أو ورش، وتنعدم خيارات الأمان هذه بظل عدم القدرة على المبيت في العراء مع الأطفال خلال المنخفض الحالي، وحالياً هناك ملايين السوريين لا يعلمون ماذا سيفعلون في حال تكررت الهزات الشديدة أو في حال حدوث زلزال.

في تلك المناطق التي يعاني سكانها حتى اللحظة من صدمة نفسية ورعب خاصةً مع تكرار الهزات ظهر يوم الاثنين، حزمت الأسر أمتعتها وتحضرت للإخلاء في أي لحظة نحو المجهول، وهم لا يعلمون إن كان هناك من سيعوض خسارتهم ممتلكاتهم أو منازلهم، التي لم يعوض أحد عنها في الحرب.

وتزايدت المخاوف أكثر من قبل سكان العشوائيات التي تكاد تكون أبنيتها عديمة الأمان نهائياً، والتي شهدت أضراراً كبيرة وانهيارات في المنازل جراء سيول الأمطار، حيث يخشى السكان من وقوع كارثة إنسانية نتيجة عدم وجود إجراءات وتوجيهات للسلامة خاصة بسكان تلك المناطق.

مدير عام المركز الوطني لرصد الزلزال رائد أحمد، قال لسانا “هذا الزلزال هو الأقوى خلال العمر الاستثماري للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي أي منذ عام 1995″، مشيراً إلى أن “حالة عدم الاستقرار الزلزالي ستكون مستمرة ولكنها بهزات أضعف تأثيراً وضمن حدود الـ 5 درجات”.