لكل السوريين

مركز خاص لإيواء ذوي الاحتياجات الخاصة بحلب

حلب / خالد الحسين

لم يكن منذر عبد الجبار ابن ٢٧ ربيعاً من ذوي الاحتياجات الخاصة يدرك لحظة الخطر حينها بسبب حالته الخاصة فهرعت لحمله من الطابق الثالث مسرعةً به لأنقذه من الخطر، تروي والدته “للسوري” حرقة المشاعر والألم والخوف الذي تعرضت له خلال وقوع الكارثة، مضيفةً أنها اضطرت لحمله والمشي به تحت الأمطار  إلى أقرب مكان آمن كونه لا يمتلك كرسياً خاصاً، ووالدة منذر كغيرها من العوائل المنكوبة تعرض البناء السكني الذي تقطنه وأسرتها للتصدع وأصبح غير آمن للسكن، فلجأت إلى أقرب مركز إيواء في منطقة الحمدانية الكائن في مدرسة عدنان المدني علّها تحمي أولادها ومنهم علي من برد الشتاء القارس مبينةً أن ابنها يحتاج لعلاج “الأوزون” حالياً وبعض مستلزمات حالته المرضية كونه مقعدا.

أما أم زين الستينية لم تكن أحسن حالاً من منذر كونها تعاني من مرض التصلب اللويحي والذي سبب لها شللاً في أطرافها، حيث ذكرت المعاناة التي تعرضت لها أثناء إنزالها من الطابق الخامس وهي على كرسي المرض، حتى أنها من شدة الذعر نسيت جميع أدويتها خلفها إلى أن شاهدت البناء يهوي أرضاً أمامها وهي ليس من حيلتها شيئاً، كثيرة هي قصص الألم والحزن الذي تراها لدى قصدك أي ملجأ إيواء فمنهم من فقد ذويه ومنهم من حالته الصحية لا تسمح له حتى بالخروج من بيته إلا أن مشيئة الله وقدره كانت العبارة الأولى لدى جميع الأسر المنكوبة.

تركي مدنية طفل مقعد من سكان منطقة الفردوس وحلا الأشقر من ذوي الاحتياجات الخاصة ايضاً وصفاء سليمان أم لطفلان صغيران أعمارهم 3- 5 سنوات جميعهم خرجوا بسلام تاركين خلفهم  بيوتهم وذكرياتهم  لتتحول أنقاضاً في لحظات.

ولدى التواصل مع مدير مركز الإيواء  في حي الحمدانية الكائن ضمن مدرسة عدنان المدني أبو حسين والذي بدوره كشف عدد العائلات التي توافدت حتى اللحظة 58 عائلة تضمنت 300شخصاً وأكثر من 65 طفلاً تقريباً معظمهم من أحياء صلاح الدين والمشهد والفردوس مبيناً أن هناك عدد من حالات ذوي الاحتياجات الخاصة التي بحاجة لعناية مركزة.

وعن حركة العمل التطوعي وتنظيمه بين أبو حسين أن هناك تنسيقاً متكاملاً مع كافة الجهات المعنية من مجلس محافظة وبلديات ومختار ومتطوعين من اهل الخير, بالإضافة للتنسيق مع فريق الهلال الأحمر والعمل على توفير كافة مستلزمات الإيواء من تدفئة وبطانيات وأغذية ومستلزمات للأطفال والحالات الخاصة، بالإضافة لوجود عيادة متنقلة لفحص المرضى بشكل دوري وتزويدهم بالدواء.

وينوه أبو حسين لبعض الصعوبات التي تواجه المركز وتتمثل بنقص البطانيات بالإضافة لضرورة صيانة دورات المياه المتواجدة كونها غير مفعلة لدرء حالات انتشار الأمراض علماً أن خزانات المياه متواجدة تحوي حوالي 4 آلاف لتراً من المياه.