لكل السوريين

الزلزال يسبب أزمة رعب في نفوس ساكني الأحياء الشعبية في حماة

بات الحديث عن الزلزال الأخير يشغل الشارع الحموي، عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا، وخلّف عشرات الآلاف من الضحايا بين مفقودين وقتلى وجرحى، إلا أن سكان المناطق العشوائية في دمشق يعيشون في رعب مضاعف وفق ما أكده بعض السكان.

خاصة أن الأبنية في الأحياء الشعبية في حماة متراصة جداً ومبنية على انحدار شديد، وبعضها يحمل طوابق فوق طاقة الأعمدة، والسكان بالآلاف، بينما لا توجد أي أماكن للهرب إليها أو الاحتماء فيها إذا وقع زلزال، لذلك يبدو التفكير بالزلزال مرعباً.

ويحيط بسكان المنطقة خطر نتيجة “تكهفات غير معروفة الحجم والمسار” وتشققات في بعض الأبنية، كاشفةً عن وجود نسبة كبيرة من الجبس في التربة التي تتكون منها تلك الطبقات من الأرض، حيث ينحل الجبس بوصول الماء إليه ما يؤدي إلى الانهدامات.

فالجغرافيا هي ذاتها تقريباً ووضع الأبنية هو ذاتها، وقد تحدث السكان عن انهيارات للمنازل بشكل كبير خاصة القديمة منها، كما خلف الزلزال حالة من الخوف نتيجة تشققات في الأبنية التي لن تصلح للسكان، وستنهار مع أول هزة ارتدادية متوسطة القوة.

وقبل الزلزال انهارت عدة مبان في حماة نتيجة الأمطار والعوامل الجوية، وكان الزلزال بمثابة رعب في نفوس سكان الأحياء الشعبية وعموم حماة، خاصة أن المنطقة معرضة بشكل كبير لحدوث مثل تلك الانهيارات بسبب الفالق الموجود بها.

يقول أحد المتعهدين في المنطقة “يوضع في البناء مواد بيتونية وحديد أقل من نصف ما يتم وضعه في الأبنية بالمناطق الأخرى، ولا يتم الأخذ بعين الاعتبار عند البناء شروط زلزالية وما شابه، حتى من يقوم بالبناء هم أشخاص غير مؤهلين وغير دارسين للهندسة وعلومها.

وأضاف “ذلك سببه السرعة في الإنجاز للهرب من أعين البلديات أو لأنه تم الاتفاق مع الدوريات على الانتهاء بموعد معين، إضافة لخفض التكاليف، وأنا شهدت شخصياً عدة حوادث لانهيارات أسقف نتيجة فك الملازم قبل جفاف البيتون”، مشيراً إلى أن منازل كاملة بنيت ودهنت وسكنت خلال أسبوع.

وهناك الملايين من السوريين يعيشون بتلك المناطق الخطرة عديمة الأمان، وجميعهم مقتنعون أن إهمال تنظيم مناطقهم وعدم تسهيل البناء تحت الرقابة، يزيد من المشكلة وقد يتسبب بكارثة بشرية على مستوى العالم لو حدث زلزال ما، وكلما زاد الضغط الاقتصادي توجهت شرائح أخرى إلى العشوائيات بحثاً عن حياة أرخص.